"إكرام" تواجه "الإبادة التعليمية" بأول روضة في غزة

روضة "سراج الأقصى" افتتحتها معلمات فلسطينيات بجهود شخصية، وتستقبل الأطفال من مدينة غزة وشمال القطاع بداية من عمر 4 سنوات في فصول دراسية بهدف تأهيلهم نفسيًا لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة من جديد.

وحول هذه الخطوة، تروي المدرسة بالروضة إكرام خلة، لوكالة الأناضول: "تمكنا من افتتاح روضة تعليمية في مدينة غزة، استجابةً لطلب الأهالي الذين يرغبون في عودة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة".

إكرام ترى أن إعادة الأطفال إلى الدراسة يجب أن تشمل تنظيم أنشطة ترفيهية لهم، وتقديم الدعم النفسي من أجل تخفيف آثار المأساة التي شهدوها بسبب الحرب، ومن ثم الانتقال بعد ذلك إلى مرحلة التعليم الفعلية للأطفال.

تشرح: "نهدف لبناء جيل متعلم، على الرغم من التحديات الصعبة التي نواجهها والمتمثلة بنقص الكادر التعليمي ومستلزمات الدراسة والكتب التعليمية واستمرار الحرب".

والدة أحد الأطفال في الروضة تدعى نسرين أبو نحل، تؤكد سعادتها بالخطوة لما لها من أهمية نفسية على أطفال لم يشاهدوا سوى الدمار، مؤكدة أن الأطفال في هذا العمر يحتاجون إلى التعليم والتطور.

ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات متواصلة المرافق التعليمية؛ ما تسبب في تدمير واسع في المدارس والجامعات.

خلال الحرب، دمرت إسرائيل 103 مدارس وجامعات بشكل كامل، و311 بشكل جزئي، وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

بدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان الأربعاء، إن "الجيش الإسرائيلي حول بعض المدارس في غزة إلى قواعد عسكرية وتمركز لقواته وآلياته، ومراكز احتجاز واستجواب وانتهاكات تعذيب".

وبحسب المرصد، فإن أكثر من 6500 طالب و756 معلمًا قتلوا وأصيب آلاف أخرون في الحرب الإسرائيلية على غزة حتى منتصف أبريل، فيما تزداد الأعداد كل يوم، ويستمر حرمان ما لا يقل عن 625 ألف طالب من حقهم في التعليم على مدار عام دراسي كامل.

وحذر الخبراء من أن "الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية؛ مما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم"، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".

19 خبيرا ومقررا أمميا مستقلا أكدوا، في بيان مشترك صدر يوم 18 أبريل، إن تدمير أكثر من 80٪ من مدارس غزة، قد يكون مخططا مسبقا، لتدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو عمل يعرف باسم "الإبادة التعليمية".

وقال الخبراء إنهم فزعوا بنفس القدر من سحق القطاع الثقافي في غزة، من خلال تدمير المكتبات ومواقع التراث الثقافي.

ورصد الخبراء الأمميون تضرر 195 موقعا تراثيا، بما في ذلك الأرشيف المركزي لغزة الذي يحتوي على 150 عاما من التاريخ، بالإضافة إلى 227 مسجدا وثلاث كنائس. كما تضررت أو دمرت 13 مكتبة عامة.

ويشير مصطلح "الإبادة التعليمية" إلى المحو الممنهج للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية، وفق الموقع.