بعد أشهر من الانتظار.. هل تحل F-16 أزمة أوكرانيا الجوية؟

قال زيلينسكي، في حديث لوكالة فرانس برس، خلال شهر مايو الماضي، إن بلاده تحتاج من 120 إلى 130 طائرة حربية مقاتلة، سواء F-16، أو غيرها من المقاتلات المتطورة، من أجل صنع "التكافؤ" مع الجيش الروسي.

وعن سبب العدد الذي طلبه تحديدا، قال الرئيس الأوكراني: "لماذا طلبت 120 أو 130؟ لأن الهدف هو الدفاع عن الأجواء الجوية في مواجهة 300 طائرة روسية، هذا هو العدد الذي تهاجمنا به روسيا".

ورغم طلبات زيلينسكي، لم تحصل أوكرانيا من الحلفاء سوى على عدد أقل من 100 طائرة F-16 حتى الآن، ومن المرجح أن تصل على دفعات تستمر لسنوات، مع دورات تدريبية طويلة المدى للطيارين المقاتلين.

ولم يكشف الرئيس الأوكراني عن عدد الطائرات التي حصلت عليها كييف، الأحد، وكذلك موقع تخزين المقاتلات في أوكرانيا، الذي ظل غير معلن لأسباب أمنية.

وتعتمد أوكرانيا على أسطول قديم من الطائرات المقاتلة من طراز ميغ 29 وسوخوي يعود للحقبة السوفيتية، التي باتت صيانتها صعبة، نظرا لاحتياج قطع غيار روسية لإعادة تشغيلها بكفاءة.

تعتقد كييف أن الطائرات الأميركية المتطورة، ضرورية لقواتها التي تفتقر إلى التسليح والعتاد، وتقدم F-16 تحديدا دعما استنثائيا للسلاح الجوي.

وذكر تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في يونيو إن قدرات طائرات F-16 تمكن أوكرانيا من تعريض المزيد من الأهداف الروسية للخطر، وتاليا اكتساب المزيد من القوة في الميدان وعلى طاولة المفاوضات.

وأضاف التقرير أن العنصر المفقود في التفوق الجوي لأوكرانيا يكمن في القدرة الجوية الهجومية التي ستبدأ مقاتلات F-16 بتوفيرها.

وستساعد هذه الطائرات في تعزيز دفاعات أوكرانيا ضد الضربات الروسية من خلال اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، واستهداف المقاتلات الروسية التي ضربت المواقع الأوكرانية في الأشهر الأخيرة.

وأشار تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن ما سيجعل من دخول هذه الطائرات ساحة المعركة أمرا حاسما يعتمد على عوامل عدة، منها نوع الأسلحة المقدمة للطائرات ومستوى كفاءة الطيارين والقيود المحتملة على الاستخدام التي يفرضها الداعمون الغربيون.

ويأتي تسلم أوكرانيا الدفعة الجديدة من المقاتلات الأميركية، تزامنا مع استهداف سلاح الجو الروسي للبنية التحتية للطيران في أوكرانيا، ودك المطارات بشكل مستمر.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية استهدافها ما لا يقل عن 6 مقاتلات أوكرانية ومروحية في غارات جوية على 3 قواعد منفصلة خلال الأسبوع الجاري.

وستكون طائرات F-16 الجديدة هدفا واضحا للقوات الروسية من أجل تدميرها على الأرض، قبل أن تشكل خطرا عليها في الجو، وهو ما يفسر سياج السرية التي تفرضه أوكرانيا على مكان تخزين الطائرات، حسب فرانس برس.

وعقب الضربات الروسية الأخيرة على المقاتلات الأوكرانية، انتقد مراسلون عسكريون أوكرانيون القيادة العليا للقوات الجوية، قائلين إن الطائرات في القواعد كانت جاثمة في العراء بدون حماية كافية.

وترفض السلطات الأوكرانية التعليق على الخسائر التي تكبدتها قواتها الجوية، بينما أكد مركز أبحاث ديفينس أكسبرس الأوكراني في تقرير حديث أنه "بينما تنتظر أوكرانيا طائرات F-16، تظل مسألة ضمان سلامة هذه الطائرات على الأرض قائمة".

وتتطلب طائرات F-16 أيضا مدارج تتم صيانتها بعناية وبشكل دوري وطواقم أرضية مدربة تدريبا عاليا، وللحفاظ على المقاتلات الأوكرانية، طُرحت فكرة حلو إنشاء قاعدة لأسطول F-16 خارج حدود أوكرانيا، لإبعادها عن الضربات الروسية.

وتعاني أوكرانيا بشكل عام مع تزايد المساعدات العسكرية التي تحصل عليها من الحلفاء، خاصة في ما يتعلق بمسألة تأمينها، وإضافة مقاتلات F-16 إلى هذه الترسانة ستؤدي إلى المزيد من المخاوف اللوجستية في كييف.