تحركات أميركية "غير عادية".. ماذا يحدث في سوريا والعراق؟

قال "المرصد السوري" إن الولايات المتحدة أرسلت، خلال الأيام الماضية، معدات عسكرية ولوجستية إضافية، تحسبا لهجمات إيرانية محتملة.

وبجانب التعزيزات، نفذت القوات الأميركية تدريبات عسكرية مكثفة داخل قواعدها.

وأضاف المرصد أنه تم اختبار أسلحة دفاع جوي متطورة تعمل على "الليزر"، وتدريبات تحاكي هجمات الطائرات المسيّرة، لرفع جاهزيتها لأي تصعيد محتمل.

وبدأت القوات الأميركية في قاعدة حقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور الشمالي، تدريبا بالمدفعية الثقيلة، وأطلقت عدة قذائف على أهداف وهمية، في الوقت الذي وصلت فيه مجموعة من قوات التحالف الدولي إلى القاعدة، ضمت 7 آليات عسكرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الخبير الأمني السوري، نوار شعبان، أوضح أن الولايات المتحدة كانت قد أدخلت منظومة الدفاع الجوي "C-RAM" إلى سوريا، منذ أكتوبر 2023، ووضعتها في قاعدة "خراب الجير" بمنطقة الرميلان.

ويقول لبلينكس إنه تم تجريبها خلال الأيام الماضية في إطار التدريبات، مشيرا إلى مقاطع فيديو وثّقت الأمر ومعلومات تم الحصول عليها من الأرض.

المنظومة المذكورة تعمل على الاستهداف بالليرز، ومخصصة على نحو كبير لضرب الأهداف الطائرة، مثل الدرونز الانتحارية، قبل أن تصل إلى الأرض.

ويشرح شعبان أن استخدامها بمثابة "حركة لتعزيز الدفاعات الأميركية في القواعد الموجودة بسوريا".

التدريبات الأميركية لم تقتصر على سوريا، وإنما انسحبت إلى قاعدة عين الأسد في العراق.

وبالتوازي مع ذلك، ذكرت وسائل إعلام عراقية أن الولايات المتحدة استقدمت شحنات أسلحة ودفاعات جديدة إلى القاعدة المذكورة.

وجاء ذلك بالتوازي مع إعلان بغداد تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بسبب "التطورات الأخيرة".

ويوجد في العراق ما يقرب من 2500 جندي أميركي، مقابل نحو 900 في سوريا، في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن لمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي.

ما يجري أميركيا في سوريا والعراق يعد "خطوات استباقية تهدف إلى التخفيف من المخاطر التي قد يسببها التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران"، كما يقول الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، راين بوهل.

ويوضح لبلينكس أن الولايات المتحدة "تحاول ضمان قدرتها على اعتراض التهديدات المحتملة، لأن قيامها بذلك من شأنه أن يمنعها من الانجرار إلى عمليات انتقامية محتملة".

ومن الجدير بالذكر أن "قواعد الاشتباك هي أن الولايات المتحدة لن ترد بالضرورة بشكل مباشر على الهجمات الفاشلة، لكنها تشعر بأنها ملزمة بالقيام بذلك إذا نجحت، خاصة عندما تكون الهجمات مميتة"، بحسب الباحث الأميركي.

ترتبط تحركات واشنطن في كل من العراق وسوريا بحالة الترقب الحاصلة بشأن الرد الذي ستنفذه إيران وحزب الله على إسرائيل.

ومنذ أسبوعين، يهدد الطرفان بالرد على خلفية ضربتين:

• الأولى: قتل فيها زعيم حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

• الأخرى: أودت بحياة القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إن إيران ستؤجل أي أعمال انتقامية خططت لها "لإتاحة الوقت للوسطاء في المفاوضات الجارية بشأن غزة".

ومع ذلك، حذّر المسؤولون ذاتهم من أن تقييماتهم تتغير بسرعة نظرا لتسارع الأحداث.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن "المعلومات الاستخباراتية متفرقة وتتغير بشكل متكرر، وأنه من المعروف أن إيران وحزب الله يقومان بتقييم الوضع باستمرار".