أسباب أجبرت إسرائيل على شطب "نووي إيران" من بنك أهدافها

قال مسؤولون لصحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، إن إسرائيل قد تستهدف قواعد عسكرية ومواقع استخباراتية إيرانية في ردها المرتقب على هجوم طهران الصاروخي مطلع أكتوبر.

وبحسب الصحيفة فإن استهداف المواقع النووية الإيرانية حُجزت لوقت لاحق، بعد نقاش طويل، وذلك في حال صعّدت طهران من هجماتها.

رغم ذلك، تشير الصحيفة إلى وجود أصوات إسرائيلية وأميركية تنادي باغتنام الفرصة، وتأخير القدرات النووية الإيرانية بضربة.

وربما يرجع ذلك أيضا إلى صعوبة هذا الاستهداف، فالمواقع النووية الإيرانية صممت جيدا لتكون في منأى عن أي ضربات عسكرية أجنبية، لا سيما تلك الموجودة في فوردو ونطنز، إذ أنها موجودة في أعماق الأرض تحت طبقات من الصخور والخرسانة.

وفي أبريل الماضي، نشرت مجلة نشرة العلماء الذريين دراسة تناولت تبعات الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، وخلصت إلى أن الطريقة الوحيدة لاختراق مواقع البرنامج تحت الأرض تتضمن استخدام قاذفات أميركية كبيرة تحمل قنابل ضخمة من طراز GBU-57A/B أميركية الصنع تزن 13.2 طنا، إذ إنها الوحيدة القادرة على إلحاق الضرر بالمواقع الإيرانية النووية ذات العمق العالي، ولا تملكها إسرائيل.

ونشرت وزارة النقل والطاقة الأميركية تقريرا سريا لأول مرة عن التجارب الأولية لـGBU-57A/B في أبريل 2012، والذي لخص الاختبارات التي أجريت من عام 2008 حتى السنة المالية 2011، بحسب مكتب مدير الاختبار والتقييم التشغيلي الأميركي والتي جاءت أهم مواصفاتها كالآتي:

• تعد GBU-57A/B، سلاحا اختراقيا كبيرا قادر على مهاجمة المخابئ والأنفاق المحصنة، إذ تحمل حمولة متفجرة كبيرة مع الحفاظ على سلامة غلاف المخترق أثناء الاصطدام.
• تعتبر طائرة B-2 Spirit، هي الطائرة الوحيدة في العالم القادرة على حمل واستخدام قنابل GBU-57A/B.

• تستخدم قنبلة GBU-57A/B نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومصممة للوصول إلى، وتدمير أهداف بعينها موجودة في منشآت عالية الحماية، مما يجعلها مثالية للوصول للمنشآت النووية الإيرانية.
• قدمت القوات الجوية الأميركية عقدا بقيمة 20.9 مليون دولار في السنة المالية 2018 لشراء عدد غير معلن من قنابل GBU-57 من شركة بوينغ المصنعة للقنبلة، بحسب مجلة Air & Space Forces.

صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن طهران راكمت لديها معظم المعرفة اللازمة لبناء سلاح نووي، وأنها قد تعيد النظر في تعهد المرشد الأعلى علي خامنئي بعدم الحصول على أسلحة دمار شامل قبل عقدين، مشيرة إلى أن الفترة الماضية أظهرت لإسرائيل أن أهم رادعين لدى إيران، الصواريخ الباليستية وحزب الله، أقل قوة مما يعتقد ما يزيد الضغوط لإنتاج سلاح نووي.

في الوقت نفسه، إيران قد تسرع في إنتاج سلاحها النووي حال تعرضها لضربة محدودة على منشآتها النووية، ذلك أن المجمع النووي الإيراني متفرق، والمرافق الرئيسية محصنة للغاية، والخبرة النووية متماسكة بحيث لا يمكن القضاء عليها من خلال ضربات عسكرية محدودة، بحسب كل من داريا دولزيكوفا الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، وماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المؤسسة نفسها.

ويشير الباحثان في مقال لهما على Bulletin of the Atomic Scientists إلى أن ذلك قد يدفع إسرائيل إلى التفكير في عملية عسكرية واسعة النطاق لإيقاف البرنامج بشكل حاسم، مرجحين أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة مدمرة للغاية بين إيران وإسرائيل، وربما تتحول إلى حرب إقليمية.

علاوة على ذلك، فإن هذا الهجوم سيتطلب هجوما واسعا ودعما أميركيا وربما تدخلا مباشرا لإنجاحه، وربما لا يؤدي ذلك أيضا لتدمير البرنامج بصورة كاملة.

توفر التقارير التي تنشرها جهات مختلفة تكهنات متضاربة بشأن جاهزية إيران لتطوير قنبلة نووية، بحيث تقدم كل منها جداول زمنية تفصيلية مختلفة لإنتاج إيران للوقود اللازم لقنبلة نووية.

وتفشل هذه التقارير في تقديم تفاصيل حول الخطوات الأخرى التي يجب على إيران إكمالها لبناء سلاح نووي، بما في ذلك تحقيق النقاء الذري والهندسة والتصنيع والاختبار، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

أولي هاينونن، نائب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشرف على جهود مراقبة واحتواء البرنامج النووي الإيراني في الماضي، قال لصحيفة ذا تايمز البريطانية إن "إيران قد تكون على بُعد 6 أشهر فقط من امتلاك 10 رؤوس نووية جاهزة لتوجيهها نحو أعدائها".

في المقابل، يكشف تقرير حديث نشرته منظمة إيران ووتش، التابع لمشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، أنه بإمكان إيران تخصيب كمية كافية من اليورانيوم لتزويد ترسانة نووية صغيرة في غضون أسبوع تقريبًا. هذا يعني أنها قد تستطيع إنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع 5 رؤوس نووية.

ووفق وول ستريت جورنال فإن قدرات إيران النووية كالآتي:

• ما يقرب من 13 ألف جهاز طرد مركزي.
• الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج 60% من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية.
• اقترح فريدون عباسي، الرئيس السابق للهيئة الذرية الإيرانية، في أواخر سبتمبر الماضي ،أن طهران قد تبدأ في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90%.
• تستطيع إيران تحويل مخزونها من الوقود النووي بتركيز 60% إلى مادة صالحة للأسلحة خلال أقل من أسبوعين.
• لدى إيران، بحسب الصحيفة، ما يكفي من الوقود لإنتاج ما يقرب من أربعة أسلحة نووية.

وتشير مؤسسة الولايات المتحدة للسلام في تقرير نشرته في أبريل 2024، إلى أن إيران طورت صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، مثل صاروخ شهاب-3 الذي يعتمد على تكنولوجيا كوريا الشمالية، ويصل مداه إلى 900 كيلومتر.

كما طورت إيران صواريخ أخرى مثل قادر-1 الذي يتميز بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر، لكن يعتقد أن صاروخ سجّيل-2 هو من أكثر الأنظمة احتمالية لحمل رأس نووي، نظرًا لقدرته على استهداف أي نقطة تهدد إيران.