"تجنيس المقاتلين الأجانب".. مكافأة الجولاني بعد سقوط الأسد

التقى الجولاني مجموعة من الصحافيين، في مقر مجلس الوزراء السوري، وتحدث عن مستقبل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام، بعد تحقيق هدف إسقاط بشار الأسد.

وتحدث قائد تحرير الشام عن سبب استدعاء مقاتلين أجانب لمساعدتهم في حربهم، موضحا: "جرائم النظام السابق جعلتنا نستند إلى المقاتلين الأجانب، لكنهم الآن يستحقون المكافأة".

وأشار الجولاني إلى أن المقاتلين الأجانب "ساندوا الشعب السوري، وشاركوا في الثورة التي أسقطت بشار الأسد"، مضيفا: "لا نملك سجلا بعدد المقاتلين الأجانب، لكن الإعلام يبالغ بشأن أعدادهم".

وحاول الجولاني تبرير وجهة نظره بمنح الجنسية للمقاتلين الأجانب، قائلا: "يحصل بعض الأشخاص على الجنسية إذا أقاموا في بلد آخر لمدة ما بين ٥ إلى ٧ سنوات، فجيب ألا نعتبر الأمر ضمن المستحيلات".

وأكد قائد المعارضة السورية المسلحة التي تحولت إلى سلطة جديدة في سوريا، أن شروط منح الجنسية للمقاتلين الأجانب، تتمحور حول "إذا كانوا يحملون نفس القيم والأيديولوجية التي يتمتع بها الشعب السوري".

وفي حديث مع بلينكس، يقول الباحث في الشؤون الإقليمية والحركات الإرهابية، أحمد سلطان: "المقاتلون الأجانب أصبحوا جزءا من هيئة تحرير الشام، بعضهم نجح في الانخراط مع المجتمع والبعض الآخر كان بعيدا بسبب البقاء في معسكرات دائمة".

وأشار سلطان إلى قبول سوريا للمقاتلين الأجانب وتجنيسهم أمر قد يحدث في أي لحظة بعد إعلان الجولاني، مشيرا إلى أن ذلك سيخضع إلى ترتيبات "سرية" بين هيئة تحرير الشام واستخبارات دول أخرى.

وأوضح سلطان: "هناك تجارب أخرى حول قيام تنظيمات مسلحة بمنح الجنسية لمقاتلين أجانب، فهيئة تحرير الشام ليست أول من يفعل ذلك، خاصة أن عودة المقاتلين إلى بلادهم باتت في غاية الصعوبة الآن".

لجأت هيئة تحرير الشام وفصائل سورية أخرى إلى المقاتلين الأجانب، من أجل منحها أفضلية في مواجهة قوات الجيش السوري التي هُزمت في النهاية بسقوط النظام.

ويقول سلطان إن الجولاني تخلص بالفعل من بعض المقاتلين الأجانب الذين تسببوا في غضب غربي، مثل كتيبة الغرباء الفرنسية، مضيفا: "فككت تحرير الشام كتيبة الغرباء الفرنسية تماما، وبقى منها أعداد محدودة للغاية".

وكان البرلمان الأوروبي قد أبدى مخاوفه وغضبه من انتشار المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، خلال السنوات الماضية، وتأثيرهم السلبي على دول الاتحاد الأوروبي، إذ أن بعضهم ينتمى لدول أوروبية وينشط في حركات مسلحة في الشرق الأوسط.

وتابع سلطان: "بعد تفكيك كتيبة الغرباء الفرنسية، سلّمت هيئة تحرير الشام بعض أطفال المقاتلين إلى فرنسا، واعتقلت أعداد كبيرة من المقاتلين، وكان ذلك ضمن محاولات تحسين الصورة الذهنية للهيئة التي تريد إرسال رسال حول كونها فصيل سوري مسلح معتدل".

وعن التنوع في الجنسيات التي قاتلت إلى جانب المعارضة السورية المسلحة إلى أن فازت بالسلطة، يوضح الخبير الإقليمي: "لقد بات المقاتلون الأجانب ضمن هيكل هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى، وأصبح الطاجيك والإيرانيون والإيغور، جزءا أساسيا منهم".

ويرى سلطان أن عودة هؤلاء المقاتلين الأجانب إلى الدول التي ينتمون إليها بات أمرا في غاية الصعوبة، بسبب تصنيفهم ضمن قوائم الإرهاب في بلادهم والعديد من دول العالم، ما يجعل استمرارهم في سوريا ضرورة لهم.

كان أطفال المقاتلين الأجانب دائما محل اهتمام عالمي، بسبب نشأتهم في بيئة غير مناسبة داخل معسكرات القتال، وسط مستقبل ضبابي.

وتحدث منظمة "يونيسيف" عن ظروف الأطفال الذين ولدوا لمقاتلين أجانب في سوريا والعراق، وقالت إنهم يعيشون في "ظروف مروعة".

واضطر العديد من أطفال المقاتلين الأجانب إلى العيش بمفردهم بعد رحيل والديهم لأسباب مختلفة، بينما بقي بعضهم عالقا مع أمهاتهم بعد مقتل أباءهم أو رحيلهم في معارك طويلة.

ويعتبر المجتمع الدولي أطفال المقاتلين الأجانب "مرفوضون مرتين" بسبب وصمهم من جانب المجتمعات الأخرى، وتجاهلهم من الحكومات، ليجد الأطفال أنفسهم أمام تحديات قانونية هائلة.

كما أن هؤلاء الأطفال لم يجدوا الرعاية الطبية والتعليمية التي تؤهلهم إلى الانخراط في المجتمع بشكل سوي، إذ أشارت تقدير يونيسيف قبل ٥ أعوام، إلى أن هناك قرابة ٢٩ ألف طفل أجنبي أغلبهم أقل من ١٢ عاما في سوريا والعراق ودول أخرى لمقاتلين أجانب.

وحثت اليونيسيف حكومات دول العالم بالوفاء بمسؤولياتها لحماية هؤلاء الأطفال، وقالت في بيان لها: "لقد وجدوا أنفسهم يعيشون ضمن جماعات مسلحة خارج بلادهم، لذا يجب منحهم وثائق مدنية ومنعهم من أن يصبحوا عديمي الجنسية".

وتعمل الأمم المتحدة على إعادة الأطفال الأجانب إلى بلادهم، وهو الأمر الذي نفذته هيئة تحرير الشام مع أطفال كتيبة الغرباء الفرنسية.