قبيل الحرب التي خاضها ضد إسرائيل في أكتوبر 2023 ولغاية نوفمبر 2024، كان حزب الله يصر على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية منذ تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في 2022، ما تسبب في الشغور الرئاسي طوال هذه الفترة.
بعد الحرب وخسارته العسكرية، بات الحزبُ في مكان آخر، واصطدم بدفع دولي كبير باتجاه انتخاب رئيس للبلاد، فقُضي الأمر وتم التوافق داخليا على اسم جوزيف عون لتولي رئاسة البلاد.
حزب الله، وخلال 12 جلسة انتخابية في البرلمان اللبناني، لم يتمكن من إيصال فرنجية للرئاسة، وعند التوافق على جوزيف عون، انسحب الأخير لصالحه، وهنا بات حزب الله مجردا من ورقته الرئاسية.
فعليا، اصطدم الحزب بإجماع وطني على جوزيف عون، فأراد إبرام تفاهمات مع الأخير وإنجاز صفقة تضمن وجوده بعد خسارته في الحرب.
وعمليا، حصل الحزب على ضمانات تتضمن مشاركته في الحكومة والتعيينات، ونتيجة لذلك انتخب الحزب عون الذي تحدث عن "احتكار الدولة للسلاح"، وهو العنوان الذي لا يتماهى مع الحزب ويؤدي إلى طرح مسألة سلاحه على طاولة البحث مجددا.
بعد انتخاب عون، اصطدم الحزب باختيار غالبية نواب لبنان رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام لترؤس الحكومة.
قبل كل هذه التحولات والتبدلات، كان حزب الله هو من فرض انتخاب رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عام 2016، كما أنه هو من أتى برئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود عام 1998. إضافة إلى ذلك، فإن الحزب استخدم سلاحه في الداخل لحماية نفسه، لاسيما خلال العام 2008، كما ساهم في عرقلة تشكيل حكومات عديدة.
اليوم، اصطدم "حزب الله" بواقع سياسي جديد، ويقول العريضي لبلينكس إنّ "الحزب كان ضابط إيقاع الحياة السياسية في لبنان وهو من كان يُمسك بمفاصل البلاد من خلال الدعم الإيراني غير المسبوق وفائض القوة الذي كان يستخدمه في الداخل، أما الآن فكل الأمور تبدلت وتغيرت".
العريضي يقول إن هناك لعبة دستورية حصلت على صعيد انتخاب عون والأمر ذاته انسحب على تكليف سلام، مشيرا إلى أنه لا يمكن للحزب الاستمرار بعملية الفرض من خلال فائض القوة. ويؤكد أن "على حزب الله أن يقرأ تداعيات الحرب الأخيرة وسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وكل أذرع إيران في المنطقة".