بعد تعرض إيران لضربات قوية خلال الفترة الماضية، وخسارة نفوذ أذرعها ووكلائها في المنطقة، باتت الفصائل العراقية أملها الأخير، والباب الذي يمكن أن تستعيد من خلاله قدرتها على التأثير عسكريا في المنطقة.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، الثلاثاء الماضي، إن "حل قوات الحشد الشعبي يسعى إلى دعم الجماعات الإرهابية وزعزعة استقرار المنطقة" .
وقالت وكالة أنباء "خانه ملت" التابعة للبرلمان الإيراني، إن عزيزي "التقى وفداً من زعماء العشائر العراقية في طهران وبحث معهم أوضاع العراق والمنطقة". وأضاف عزيزي أن "العلاقات بين إيران والعراق تُعدّ ضمانة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، وأي تدخل خارجي، خصوصاً من الولايات المتحدة، يعد تهديداً مشتركاً على كلا البلدين"، مشدداً على أن "قوات الحشد الشعبي أثبتت دورها الكبير في التصدي للإرهاب وإلحاق الخسائر بإسرائيل".
وأشار إلى أن التعاون بين العراق وإيران يعزز دعم "المقاومة الفلسطينية" ويسهم في مواجهة "مخططات الهيمنة والإرهاب التي تدعمها إسرائيل وحلفاؤها".
وسبقت تصريحات عزيزي، مطالبات من المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي بضرورة الحفاظ على الحشد الشعبي وتعزيزه، واصفا وجود القوات الأميركية في العراق بغير القانوني ويتعارض مع مصالح شعب وحكومة العراق.
ويقول المحلل السياسي سرمد العبادي إن "إيران سترفض أي موقف جدي غربي بحل الحشد، لكنها لن تستطيع التحرك أو المواجهة، وما يصدر من تصريحات ليس إلا لحفظ ماء الوجه".
وذكر العبادي بتصريحات مشابهة قبل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وقبل تدمير البنى التحتية لحزب الله في لبنان، في محاولة للتخويف؛ لكنها في النهاية تذعن وتقبل بخسارة الأذرع مقابل الحفاظ على الجسد، مشيرا إلى أن "حل الحشد وتوقيته قبل تنصيب الرئس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليس إلا جس نبض من الطرفين حول إمكانية الحل من عدمه" .