تعد تدمر واحدة من 6 مواقع تراثية سورية مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكانت مركزا رئيسيا على طريق الحرير القديم الذي ربط الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية بآسيا. وتقع في الصحراء السورية وتشتهر بآثارها الرومانية التي يعود تاريخها إلى 2000 عام، لكنها اليوم مليئة بالأعمدة المحطمة والمعابد المدمرة.
قبل اندلاع الحرب السورية في 2011، كانت تدمر الوجهة السياحية الرئيسية في سوريا، حيث استقبلت نحو 150 ألف زائر شهريا، وفقا للباحث والمتخصص في الآثار، أيمن نابو.
وقال نابو لوكالة أسوشيتد برس، الذي وصف تدمر بـ"عروس الصحراء": "كانت تدمر تنعش البادية وتعدّ وجهة سياحية عالمية".
في القرن الثالث، كانت تدمر عاصمة دولة عربية تابعة للإمبراطورية الرومانية، والتي تمردت لفترة وجيزة تحت حكم الملكة زنوبيا وشكلت مملكتها الخاصة.
في العصر الحديث، ارتبطت تدمر بسمعة أكثر قتامة، إذ كانت تضم سجن تدمر، حيث تعرض آلاف المعارضين لحكم عائلة الأسد للتعذيب وفق تقارير عدة، قبل أن يدمره تنظيم داعش بعد استيلائه على المدينة.
لاحقا، قام عناصر داعش بتدمير معابد بيل وبعل شمين وقوس النصر في تدمر، باعتبارها "معالم وثنية"، كما قاموا بقطع رأس عالم الآثار المسن خالد الأسعد، الذي كرس حياته لحماية الآثار.
بين عامي 2015 و2017، تبادلت السيطرة على تدمر تنظيم داعش والجيش السوري، قبل أن يستعيدها الجيش بدعم من روسيا وميليشيات موالية لإيران. بعد ذلك، تمركزت القواعد العسكرية في البلدة المجاورة، التي تعرضت لدمار واسع وأصبحت مهجورة إلى حد كبير.
يشير نابو إلى أن عمليات تنقيب غير مشروعة تمت داخل القبور، وأوضح أن "متحف تدمر كان في حالة يرثى لها، حيث اختفت منه مستندات وتحف لا نعرف مصيرها".
يشرح الخبير الأثري القيام بالعديد من عمليات الحفر غير القانونية التي كشفت عن منحوتات جنائزية تم تهريبها أثناء سيطرة تنظيم داعش على الموقع، واستعادت السلطات 7 منها وعرضتها في متحف بإدلب، فيما هُرّب 22 أخرى على الأرجح إلى الأسواق السوداء أو المجموعات الخاصة.