احتلال غزة يكلّف المليارات.. اقتحام قريب ونار حول منزل نتنياهو
أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن "عملية الاحتلال المرتقبة لمدينة غزة" كلفتها بين 5.7 إلى 7.2 مليارات دولار أميركي، وسط مناقشات بين وزارة الدفاع ووزارة المالية بشأن زيادة ميزانية الدفاع لمواجهة تكاليف العملية.
تأتي هذه التقديرات وسط انقسامات اجتماعية وسياسية، واستمرار ضعف سوق العمل بسبب الحرب المستمرة في غزة.
ومع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة بالتفاقم في ظلّ الحصار ونقص الإمدادات الغذائية، حشد الجيش الإسرائيلي أكبر عدد من الاحتياطيين في تاريخه، حيث سيشارك نحو 60 ألف جندي احتياطي في العملية التي ستحصل خلال الأسابيع القادمة.
وستقود الفرق النظامية العمليات البرية، بينما يتولى الاحتياطيون تأمين الحدود الشمالية مع القطاع، في إطار خطة قال عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّها تستهدف "المعقل الأخير لحماس".
وتواجه هذه التعبئة تحديات في استمراريتها بسبب الأعباء المتزايدة على الجنود وعائلاتهم، مما يستدعي ضرورة إيجاد حلول لتخفيف الضغط عليهم.
ومع كلّ التهويل العسكري، فإنّ إسرائيل لم تستبعد صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، وفقًا لتقارير.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، وهو مفاوض رئيسي، طلب من الوسطاء عدم المبالغة في التصريحات العلنية الصادرة عن إسرائيل بشأن صفقة الرهائن، أو إصرار إسرائيل المعلن على أنّها مهتمة فقط بصفقة شاملة بشروطها الخاصة، وأنّها لن تُرحّب بعد الآن بإمكانية التوصل إلى اتفاق على مراحل أو صفقة جزئية.
ووسط الموقفين العسكري والسياسي، ينظم المدافعون عن حقوق الرهائن لدى حماس، الأربعاء، احتجاجات كجزء مما يعرف بـ"يوم الاضطراب"، الذي يطالب بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق يعيدهم جميعا.
وأشعل النشطاء النار في عدد من صناديق إعادة التدوير بالقرب من منزل نتنياهو في القدس، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الأربعاء.
تكلفة عملية احتلال مدينة غزة
خلال الأيام الأخيرة ناقش مجلس الأمن القومي ووزارة المالية الحاجة إلى زيادة ميزانية الدفاع في ظل العملية المقررة لاقتحام مدينة غزة.
ووفق التقديرات، تبلغ تكلفة العملية لاحتلال المدينة ما بين 20 و25 مليار شيكل، بحسب ما أفادت به مساء الثلاثاء قناة "كان" الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن تتجه الحكومة الإسرائيلية إلى زيادة ميزانية الدفاع، وقد تُجري اقتطاعات في وزارات أخرى.
وتشير التقديرات إلى أنّ الجيش سيكون مستعدًا خلال نحو ٣ أسابيع لتنفيذ عملية "مركبات جدعون ب" لاحتلال غزة.
ووسط عملية الحشد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّ إسرائيل تمرّ "بمرحلة حاسمة" في الحرب مع حركة حماس.
في كلمة متلفزة بثت مساء الثلاثاء، خاطب نتنياهو جنود الجيش الإسرائيلي، ليشكرهم على خدمتهم حتى الآن، ويطالبهم بمواصلة ذلك خلال المرحلة القادمة من الحرب.
وقال نتنياهو "اتخذنا طوال الحرب قرارات صعبة للغاية. قرارات لم يكن أحد يعتقد أننا قادرون على تنفيذها حقا. لكننا نفذناها لأنّكم منحتمونا ومنحتموني القوة لدفع إسرائيل نحو نصر كاسح".
تجنيد أكبر دفعة من جنود الاحتياط
وفق هيئة البث الإسرائيلية، جنّد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أكبر دفعة من جنود الاحتياط، ضمن الاستعدادات لعملية "مركبات جدعون" لاحتلال مدينة غزة. والتحق أكثر من 35 ألف جندي احتياط، بينهم ٥ فرق قتالية، قيادات، عناصر دعم قتالي، استخبارات، سلاح الجو، ضباط أركان ولوجستيات.
ويتوقع أن ينضمّ لهم خلال الأسابيع المقبلة، نحو 25 ألف جندي احتياط إضافي، ليصل العدد الكلي إلى نحو 60 ألف جندي احتياط سيشاركون في العملية العسكرية المزمعة.
وتواجه هذه التعبئة تحديات في استمراريتها بسبب الأعباء المتزايدة على الجنود وعائلاتهم، مما يستدعي ضرورة إيجاد حلول لتخفيف الضغط عليهم.
ووفق مراسل صحيفة "معاريف" للشؤون العسكرية، فإنّ الجيش الإسرائيلي سيرسل بعض جنود الاحتياط جنوبًا للقتال في قطاع غزة، بينما سيتوجه آخرون شمالًا للتمركز على الحدود اللبنانية والسورية.
ويرى المراسل أنّ هذه الخطط ستنعكس سلبا على أسر الجنود الإسرائيليين حيث هناك أشخاص على وشك الانهيار، وعائلات تتفكك، وهناك نساء لا يمكنهن تحمّل هذا العبء إلى أجل غير مسمى، ويبحث كلّ جندي احتياطي تقريبًا عن عمل.
خطط لإجلاء 800 ألف شخص من مدينة غزة
ومع موعد بدء المناورة البرية سيتم إخلاء سكان مدينة غزة، حيث يعيش نحو 800 ألف شخص. وبحسب التقديرات، لم يغادر حتى الآن سوى 10 آلاف منهم.
وتقول مصادر أمنية إنّ الإخلاء الواسع سيبدأ فقط بعد أن تطوق إسرائيل المدينة، وتكثّف غاراتها، وتقلّص دخول شاحنات المساعدات إلى غزة.
تأتي هذه التطورات، الأربعاء، على خلفية خلافات بين المستوى السياسي وكبار مسؤولي الأمن الذين أبدوا رغبتهم في التوصل إلى صفقة.
وفي حال قرار الحسم العسكري، ستدخل إسرائيل مرحلة جديدة من حرب غزة، عبر واحدة من أكثر العمليات إثارة للجدل منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
صفقة جزئية لا تزال على طاولة المفاوضات؟
أبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الدول الوسيطة أنّ إسرائيل لم تستبعد صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن لدى حماس، وفقًا لتقرير صدر الثلاثاء.
ووفقًا للتقرير، فإن تصريحاته تركت الدول الوسيطة متفائلة بحذر بشأن إمكانية استئناف المفاوضات في المستقبل غير البعيد.