أمر إسرائيلي لسكان غزة بالمغادرة.. ومخاوف من نزوح مئات الآلاف
قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن على الفلسطينيين في مدينة غزة أن يغادروا إلى الجنوب، بالتزامن مع استمرار تقدم القوات الإسرائيلية لعمق أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة.
وتشن القوات الإسرائيلية هجوما على ضواحي المدينة الواقعة بشمال القطاع منذ أسابيع بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش باحتلالها.
ويقول نتنياهو إن مدينة غزة معقل لحركة حماس وإن السيطرة عليها ضرورية لهزيمة الحركة.
ويهدد الهجوم الإسرائيلي بنزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لاذوا بالمدينة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين. وقبل الحرب، كان يعيش في المدينة نحو مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع إكس أن على السكان مغادرة المدينة إلى منطقة ساحلية محددة في خان يونس بجنوب القطاع، مؤكدا أنهم سيتمكنون من الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والمأوى هناك.
وقال الجيش يوم الخميس إنه يسيطر على نصف مدينة غزة تقريبا. ويقول إنه يسيطر على حوالي 75٪ من مساحة قطاع غزة.
ونزح العديد من سكان مدينة غزة في وقت سابق من الحرب ثم عادوا إليها لاحقا. وقال بعض السكان إنهم يرفضون النزوح مرة أخرى.
ويشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على المدينة منذ أسابيع، ويتقدم عبر الضواحي الخارجية، وأصبحت قواته الأسبوع الماضي على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو، بدعم من حلفائه اليمينيين في الحكومة الائتلافية، أصدر أمرا باحتلال مدينة غزة متجاهلا نصيحة القيادة العسكرية الإسرائيلية. واستدعى الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العملية.
وأدت الحرب في قطاع غزة إلى عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، إذ ندد بعض أقرب حلفائها بالحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني.
وفقا لوزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 64 ألف فلسطيني في غزة، وطال الدمار مساحات واسعة من القطاع ويواجه السكان أزمة إنسانية طاحنة.
وتتزايد الدعوات داخل إسرائيل، بقيادة عائلات الأسرى وأنصارهم، لإنهاء الحرب من خلال صفقة دبلوماسية تضمن إطلاق سراح الرهائن الثمانية والأربعين المتبقين. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن 20 من الرهائن لا يزالون أحياء.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة إن واشنطن تجري مفاوضات "متعمقة للغاية" مع حماس.
وعرضت الحركة المسلحة منذ فترة طويلة إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل.
وأطلق سراح معظم الرهائن في السابق من خلال مفاوضات دبلوماسية توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر. وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بالتفاوض دون نية صادقة للتوصل إلى اتفاق منذ انهيار آخر محادثات في يوليو.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الجمعة إن وتيرة العمليات العسكرية ستزداد كثافة حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب وهي إطلاق سراح الرهائن وتخلي حماس عن السلاح. وأضاف أنه بخلاف ذلك، سيجري تدمير الحركة.