ثقافة عامة
.
أثارت رواية جزائرية بعنوان "هوارية" جدلا واسعاً في البلاد، لما وصفه المنتقدون بأنها "إباحية منافية لقيم المجتمع".
وتحول مضمون الرواية للكاتبة إنعام بيوض إلى قضية رأي عام في الجزائر، لاحتوائها على عبارات بذيئة باللهجة المحلية، بعد أن حازت جائزة "آسيا جبار 2024" للرواية.
ودفعت الانتقادات الشركة الناشرة إلى إعلان "إغلاق أبوابها" وعدم المشاركة في مسابقة للرواية، في الوقت الذي أعلن فيه بعض النواب عن عزمهم مساءلة وزيري الإعلام والثقافة.
صاحبة رواية هوارية بعد تتويجها بجائزة آسيا جبار للأدب في الجزائر .. المصدر مواقع التواصل
"هوارية" رواية للكاتبة الجزائرية إنعام بيوض حازت جائزة الدورة الـ7 لجائزة "آسيا جبار 2024".
ومزجت الكاتبة في سردها بين اللغة العربية والدارجة المحلية.
والرواية عن شخصية فتاة تسمى "هوارية" من محافظة وهران غربي الجزائر.
غلاف رواية هوارية - المصدر الشركة لناشرة
الكاتبة لميس سعيدي عضو لجنة تحكيم جائزة آسيا جبار، لخصت مضمون الرواية في منشور لها على "فيسبوك"، ومن بين ما جاء فيه أنها "تتناول حقبة مهمة ومفصلية في تاريخ الجزائر الحديث، وهي حقبة الثمانينيات والتسعينيات، وتبحث بذكاء وصدق وبتشريح دقيق للمجتمع، في الجذور الحقيقية للمأساة، وهي جذور لا علاقة لها بسماحة الدين التي تشيد بها الرواية، ولكنها جذور تجد ماءها في الكبت والظلم الاقتصادي والاجتماعي الذي يقود بالضرورة إلى التطرف والعنف".
الروائية الجزائرية بوغرارة سهام التي أرفقت منشورا لها بصور من رواية "هوارية" تحتوي على كلمات نابية وإيحاءات جنسية، قالت إن "الأدب أصبح فضاء إباحياً في الجزائر"، واعتبرت بأن "كل من دعم ونشر الرواية يدعم الرذيلة"، وفق ما جاء في منشورها على "فيسبوك".
أما الأكاديمية والناقدة الجزائرية أمينة بلعلي فقد دافعت عن الكاتبة والرواية المثيرة للجدل، وقالت عبر "فيسبوك" إن الرواية "محكمة في بنائها السردي ورسم شخصياتها والمكان المتعلق بأحد أحياء وهران الغارق في الآفات الاجتماعية والعوز المادي الذي تم استغلاله من أجل إثارة الأزمة التي عرفتها الجزائر في العشرية السوداء".
دار "ميم" الناشرة لرواية "هوارية" أصدرت الثلاثاء بياناً أعلنت فيه "انسحابها من المشهد الثقافي" واتخاذها قرارا بـ"إغلاق الشركة".
ومما ورد في بيانها: "للجزائريين، للمثقفين خاصة، للقراء الحقيقيين والمزيفين وللكتّاب ولدور النشر الحقيقيين وأشباه دور النشر، مضت سنوات من المعافرة، على حلوها ومرّها، حاولت فيها دار ميم للنشر، أن تقدم للجزائر وللمثقف وللقارئ وللكاتب وللمشهد ولصناعة الكتاب، عملا ذا قيمة فنية جمالية ومعرفية”.
وختمت بيانها بالقول: "ولكن لا جدوى ولا معنى من محاربة العبث. نعلن في هذا اليوم 16/07/24 انسحابنا من النشر. تاركين الجمل بما حمل كما فعلنا دوما. نعلن أن ميم أغلقت أبوابها منذ اللحظة في وجه الريح، وفي جه النار، لم نكن إلا دعاة سلم ومحبة ولم نسع لغير نشر ذلك".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة