مشروب الـ"99 عشبة".. "تكروايَت" من "غرداية" إلى كل الجزائر

من غرائب "تَكَرْوايَت" أنه مصنوع من 99 عشبة، كثير منها لا تنبت إلا في المناطق الصحراوية من الجزائر، وهو المشروب الذي انتقلت شهرته من غرداية إلى بقية محافظات الجزائر.

وفي الإفطار الرمضاني لأهالي غرداية، لا يمكن تخيّل أو تقبّل اكتمال السفرة إلا بحضور "تَكَرْوايَت" الذي يغنيهم عن بقية المشروبات الاصطناعية أو حتى الطبيعية الأخرى.

ولا دخل للرجل في صناعته المنزلية، بل هو من الصلاحيات غير القابلة للنقاش للمرأة "الغرداوية"، التي لها معايير دقيقة في إعداده.

اسمه الأصلي "تَكَرْوايَت"، أما "أدفي" فيقال إنه من التسميات الحديثة التي أطلقت على هذا المشروب الصحراوي الجزائري، لكن ما معنى "تَكَرْوايَت"؟

سكان من غرداية تحدثوا مع بلينكس قالوا إن "تَكَرْوايَت" مصطلح باللهجة الميزابية الأمازيغية الخاصة بمحافظة غرادية، ويطلقونها على أمرين اثنين:

1. مشروب تتم عملية صنعه في المنازل من أعشاب متعددة.
2. وعاء يستعمله مجتمع غرداية لعدة أغراض، يستخلصونه من ثمرة نبتة محلية تسمى "القرعة"، أو كما تسمى باللهجة الميزابية "تَخْسَايْتْ" بعد أن تترك الثمرة ملتصقة بالشجرة حتى تنضج وتجف قشرتها، ثم يقومون بفتحها من الأعلى بواسطة منشار على شكل وعاء، ثم يعملون على نزع كل بذورها.

ويستعمل أهل غرداية "تَكَرْوايَت الغطاء" كحافظ للسوائل الغذائية، وكذلك لتخزين التمر ليكون مؤونة للعائلات، وهي عادة قديمة في المناطق الصحراوية، كما يستعمل كذلك لحفظ الأوراق المهمة من التلف، مثل العقود وغيرها.

يونس خروبي، أحد أعيان منطقة غرداية الجزائرية ومهتم بتراثها، يشرح لبلينكس مكونات مشروب "تَكَرْوايَت" الذي يعتمد على الأعشاب المتوفرة في مختلف أسواق الجزائر.

يقول خروبي: "يعتبر التمر والليمون من عناصره الأساسية، بالإضافة إلى القمح، الشعير، والفول، والعرعار، والزنجبيل، والشيح، والحلبة، واللبان، والقرفة، والقرنفل، والهيل، والكمون، والكليلة، والإكليل، والزعتر، وحبة الحلاوة، والبسباس، ومسك الجبير، والورد، والخزامة، والقرطوفة، وأم أدريقة، والريحانة".

يضيف خروبي: "بالإضافة إلى كل هذه المكونا، هناك أعشاب أخرى لا توجد إلا في صحراء الجزائر، من بينها: الفيجل، الهرماس، وغيرها، وهي تدخل في صلب مكوناته".

مشروب "تَكَرْوايَت"، يؤول تحضيره يدوياً للمرأة فقط في منطقة غرداية، ويتم ذلك بوضع كميات متساوية لا يتجاوز وزنها 50 غراماً من كل عشبة، يتم وضعها في كيس من القماش الأبيض المسمى محلياً بـ"الصُّرَّة".

وتترك الأعشاب الموضوعة في الكيس في الماء الممزوج مع التمر ليوم كامل، ليتم بعدها تذويب السكر في لتر من الماء، لتضاف هذه الكمية إلى التمر الممزوج بعد نزع كيس الأعشاب عنه.

ذكر خروبي لبلينكس عدة فوائد صحية لمشروب "تَكَرْوايَت"، سواء في رمضان أو على مدار العام، ومن بينها:

• تحمل العطش.
• الاسترخاء.
• مقاومة الحموضة.
• مهدئ للقولون.
• محفّز للجهاز الهضمي
• منشّط للمسالك البولية.