كرة قدم
.
تحوّل أسطورة منتخب الأرجنتين، ليونيل ميسي، في غضون 3 سنوات فقط، من متخاذل في أنظار مشجعي "التانغو" لأفضل وأهم لاعب في تاريخ البلد اللاتيني على الإطلاق، متفوقا على مواطنه الراحل دييغو أرماندو مارادونا.
واستهل ليو مسيرته الدولية مع منتخب الأرجنتين الأول، في 18 أغسطس 2005 عندما تعرض للطرد في مباراة ودية أمام المجر انتهت بفوز فريقه 2-1، إثر تدخل مع فيلموس فانساك، بعد أقل من دقيقتين فقط من مشاركة ميسي كبديل.
ورغم إنجازاته مع الفئات السنية المختلفة لمنتخب الأرجنتين ومنها فوز بكأس العالم تحت 20 سنة، وذهبية أولمبياد بكين 2008، إلا أن الانتقادات ظلت تلاحقه أينما حلّ بسبب خفوت نجمه مع الكبار، على مستوى المونديال وكوبا أميركا.
خسر ميسي المباراة النهائية في البطولات الكبرى (كأس العالم وكوبا أميركا)، في 3 سنوات متتالية، وبدأت اللعنة في مونديال البرازيل 2014 عندما تعثر حلمه في اللحظات الأخيرة بهدف الألماني ماريو غوتزه.
وفي عامي 2015 و2016، خسر ميسي نهائي كوبا أميركا مرتين على التوالي أمام منتخب تشيلي، وقرر في الثانية الاعتزال الدولي قبل أن يتراجع عن قراره خلال وقت لاحق ويعود لقيادة فريق "التانغو".
ربما استمرت اللعنة الدولية تضرب ميسي، وخرج من ثمن نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، واكتفى بالميدالية البرونزية في كوبا أميركا بعد عام واحد فقط، لكن صيف 2021 شهد بداية الانفراجة الكبرى.
قدم ميسي في كوبا أميركا 2021 واحدة من أفضل مستوياته الدولية، ونثر سحره حتى أعاد اللقب لأحضان بلاده بعد غياب دام 28 سنة كاملة، بعد الفوز 1-0 على البرازيل في المباراة النهائية، ليُتوج بأول ألقابه مع كبار الأرجنتين.
وفي مارس 2022، شارك ليو في النهائي الكبير "فيناليسيما" أمام إيطاليا، وهي البطولة التي تقام بتعاون مشترك بين الاتحادين الأوروبي والأميركي الجنوبي لكرة القدم، وفاز بها ميسي ورفاقه بثلاثية من دون رد.
وبعد 9 أشهر فقط، تحقق حلم ميسي الأكبر عندما سجل 7 أهداف وصنع 3 وحمل الأرجنتين على عاتقيه وتُوج بلقب كأس العالم 2022 في قطر، بعد انتصار درامي على فرنسا بركلات الترجيح في المباراة النهائية، التي انتهت في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.
وبينما توقع كثيرون اعتزال ميسي دوليا بعد المونديال، أكد ليو حرصه على الاستمرار بقميص الأرجنتين لأطول فترة ممكنة، ليضيف إلى سجله التاريخي لقبا جديدا، في صيف 2024 بعد الاحتفاظ بكأس كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي والـ16 في تاريخ بلاده، ويؤكد أنه تحول في نظر مشجعي بلاده من "متخاذل" إلى أسطورة تتفوق على مارادونا نفسه.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة