أمهات غزة "يتنفسن" بهدنة التطعيم.. لكن الحلم: سلام دائم

خلال وقوفهن في طوابير الحصول على اللقاح ضد مرض شلل الأطفال، راودت أحلام حلول السلام الأمهات، وتمنَين انتهاء الحرب بشكل دائم وليس لساعات قليلة، حتى ينعم أطفالهن بالحياة بعيدا عن تهديد الموت الدائم.

تسأل هديل نفسها: "لماذا لا تتوقف الحرب؟ بدلا من أن يحصل الأطفال على التطعيم، يجب أن نحافظ على عدم تحويلهم لأشلاء أولا في أي وقت، ومنع تشردهم في الشوارع والخيام بعد تدمير منازلهم".

تحكي الأم الفسطينية: "نطالب بوقف الحرب، وتوفير متطلبات العيش، فنحن لا نجد منظفات ولا أمان وسلام، ولا لدينا مصادر للعيش، نحتاج للمساعدة والمساندة".

وخلال توزيع الجرعات على الأطفال، تتحدث أم أخرى من غزة، تُدعى هدى الشيخ، عن جدوى التطعيم من فيروس شلل الأطفال، وترك الأطفال أنفسهم يموتون بعد ساعات جراء القصف الإسرائيلي.

تشرح هُدى: "يُطعمون أطفالنا من فيروس بسيط، بينما الأطفال ذاتهم يقتلون كل يوم بلا حماية، وبعد نهاية الهدنة خلال ساعات سيعود القصف ويعود معه قتل الأطفال".

تتابع الأم: "نتمنى وقف إطلاق النار، فنحن نتنفس أكثر من ساعة يوميا خلال هدنة أطفالنا، فماذا لو توقفت الحرب نهائيا، هذا أهم من التطعيم، فلماذا يُطعمون الأطفال؟ هل خوفا عليهم من الموت؟ فهم يموتون كل يوم بالفعل".

انطلقت حملة التطعيم الطارئة ضد مرض شلل الأطفال في قطاع غزة بعد اكتشاف إصابة رضيع بشلل الأطفال الشهر الماضي، وهي الحالة الأولى في غزة منذ 25 عاما.

ووافقت إسرائيل وحركة حماس على هدن يومية لمدة 8 ساعات في مناطق محددة مسبقا، للسماح للطواقم الطبية بحملات التطعيم، ولم ترد أنباء عن أي انتهاكات.

لكن الحرب مستمرة ولا تتوقف، لتستمر احتمالات الموت بالقصف أكبر بكثير من الإصابة بمرض شلل الأطفال، ولا توجد بارقة أمل عن نهاية قريبة بعدما تعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والإفراج عن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد القتلى إلى 40 ألفا و861 شخصا وإصابة 94 ألفا و398، منذ بدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، من بينهم 10 آلاف و672 طفلا حسب بيان صدر شهر يوليو الماضي.

وتطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" اليوم الأربعاء، بتخفيف المعاناة عن الأطفال وأهالي قطاع غزة، بوقف دائم لإطلاق النار بدلا من التوقف لساعات فقط يوميا.

وتقول الوكالة إنها تواصل العمل في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق بوسط قطاع غزة، مع إعلان تلقي نحو 187 طفل اللقاح، مع الإعلان عن الانتقال إلى أماكن أخرى في القطاع بالمرحلة الثانية.

وتعمل الأونروا على تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة، وخاصة الأطفال في الوقت الراهن، لتجنب انتشار مرض شلل الأطفال والأمراض والأوبئة الأخرى التي ظهرت لنقص الرعاية الصحية.