علاج قد يتحول إلى سم.. المغرب يحارب "أدوية الإنترنت"

كانت خديجة تبحث عن حل سريع لإنقاص الوزن، فلجأت إلى شراء دواء يتم الترويج له على "إنستغرام"، ليقودها الأمر بعد ذلك إلى رحلة علاج طويلة للتخلص من الآثار الجانبية.

وتوضح خديجة في حديثها مع بلينكس: "كنت أبحث عن حلول سهلة، بعدما جربت حميات غذائية كثيرة دون جدوى"، لكنها لا تنصح أي شخص آخر بتكرار تجربتها بعد المعاناة التي مرت بها.

واكتشفت الشابة المغربية أن العقاقير التي بيعت لها "مزيفة"، الأمر الذي تسبب لها في مضاعفات خطيرة، وهو ما تكرر مع عشرات الحالات الأخرى التي لجأت إلى ما يمكن تسميته بـ"صيدليات الإنترنت".

وتنتشر صفحات بيع الدواء على الإنترنت في المغرب بشكل غير قانوني، وتروج لمنتجات طبية غير خاضعة للرقابة، استغلالا لصعوبة فرض الرقابة الرقمية.

وتباع أدوية على الإنترنت في المغرب بأسعار مخفضة للغاية، وتشمل مستحضرات تجميل وأدوية إنقاص وزن، بالإضافة إلى علاج الأمراض المزمنة، وأدوية أخرى لمشاكل صحية حساسة تجذب فئات مجتمعية مختلفة.

حذّر وزير الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، أمين التهراوي، من خطورة الأدوية التي يتم الترويج لها عبر الإنترنت، مؤكدا تأثيرها السلبي على صحة المواطنين.

وقال الوزير في تصريحاته له داخل البرلمان: "ظاهرة بيع الدواء عبر الإنترنت تمثل تحديا قانونيا وصحيا كبيرا"، مؤكدا أن بعض المواطنين يستهلك منتجات طبيعة مغشوشة أو منتهية الصلاحية.

وأشار وزير الصحة المغربي إلى صعوبة الحصول على إحصائيات دقيقة وشاملة حول نشاط بيع الدواء عبر الإنترنت، مؤكدا أن "صيدليات الإنترنت" تتنوع ما بين مواقع إلكترونية بسيطة ومنصات متطورة تعمل بشكل غير قانوني خارج الرقابة.

وكررت السلطات المغربية تحذيرها من تداول الأدوية المباعة عبر الإنترنت، نظرا لأن مصادرها غير مجهولة وغير موثوقة، ولا تخضع لفحص طبي.

ولا تسمح الحكومة المغربية ببيع الدواء إلا من خلال الصيدليات فقط وبشكل حصري، وفقا لمدونة الأدوية والصيدلة المغربية.

وينص القانون على تحديد أماكن بعينها لمزاولة مهنة الصيدلة، وهي الصيدليات ومخازن الأدوية بالمصحات والمؤسسات الصيدلية، ولا يمكن القيام بصناعة الأدوية أو استيرادها وتصديرها أو بيعها بالجملة إلا من طرف المؤسسات الصيدلية.

وسجل الصيادلة الذين يشتغلون في إطار قانوني، رفضهم دخول الصيدليات الافتراضية إلى السوق، وبيع الدواء عبر الإنترنت.

ويقول في هذا الصدد كريم الموساوي الذي يمتلك صيدلية بمدينة الحسيمة شمال المغرب، إنهم كمهنيين في القطاع "يرفضون بشدة هذه الممارسات".

ويبرر الموساوي موقفه قائلا: "نبيع الأدوية، خاصة الحساسة منها وفق وصفة طبية، ونحرص على أن يستعملها المريض بالشكل الصحيح".

ويتابع "نظل في حالة متابعة للمستهلك بينما لا يمكن للصيدليات الرقمية فعل ذلك"، ووفق كريم لا تكمن الخطورة فقط في احتمال كون الأدوية مزيفة، لكن أيضا "المشكل في طريقة التخزين التي إن لم تكن سليمة، قد تحول أي دواء ولو كان أصليا إلى سم خطير".

ويرى أنه أمام هذه الظاهرة المتزايدة "لابد للحكومة أن تصدر نصوصا قانونية أكثر صرامة لردع ممتهني هذه الممارسات".