متلازمة "الحياة المؤجلة".. مستقبلك يبدأ اليوم وليس غداً

إنّ متلازمة "الحياة المؤجلة" قديمة، تعود إلى أكثر من 25 سنة حين بدأ يلاحظ علماء النفس بأنّ الناس لا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية. وغالباً ما يؤجّل الشخص البدء بالعمل على أهدافه، ويعتقدون أنّ حياتهم المستقبلية تبدأ "غدا" بمعنى في المستقبل، بينما في الواقع هي تبدأ اليوم في الحاضر.

يمكن لأي شخص أن يعاني من هذا النمط الفكري، خاصة الأشخاص بين عمر 20 و50 عاماً. وهي المرحلة التي يمرّ بها الشخص بالعديد من المتغيرات على الأصعدة كافة، وتكون لديها تطلّعات وأهداف يرغب في تحقيقها وينتظر "الوقت المناسب"، ولكن الحاضر هو أنسب وقت للبدء.

لا يُعد هذا النمط الفكري مرضاً نفسياً أو عقلياً، لكنه قد يتسبّب ببعض الاضطرابات، منها الشعور بالقلق، والاكتئاب، ومشكلات في التواصل مع الآخر، وعدم القدرة على التعبير عن ذاته، وقد يصل الحال به إلى الإدمان على المخدرات.

الشعور بالقلق، والتردّد في اتّخاذ القرارات، وعدم رضا الشخص عن واقعه، وانعدام الحافز، من أهمّ العوامل والدلالات التي تشير إلى أنّ الشخص يعاني من هذه الحالة الذهنية.

إنّ عدم معرفة الشخص لما يريده في الحياة والهدف الذي يرغب في تحقيقه، من أسباب معاناته لمتلازمة Delayed Life Syndrome، أهمها:

• التربية، عندما يزرع الأهل في عقل أولادهم بأنهم سيشعرون بالراحة عندما يكبرون ويستمتعون بالحياة. هذا فضلاً عن شعورهم الدائم بـ"أنه مهما فعلت.. لست جيداً بما يكفي"، وكأنه في بحث دائم عن المثالية، وهي في الواقع غير موجودة.

• فقدان الشغف.

• تضخيم الأمور.

• التكاسل والتسويف أو تأجيل العمل على الأهداف.

• عدم تحمل المسؤولية.

• الخوف من الفشل.

• قلة الثقة بالنفس.

• مشكلات مادية قد تقف حاجزاً أمام تحقيق الهدف.

• الضغوط الاجتماعية التي ترسم نمط حياة معينا للفرد (يجب أن يكون لديه عمل، ومنزل، وتأسيس عائلة..).

تشير عالمة النفس المتخصصة بهذه المتلازمة Yulia Kovalevskaya إلى أن Deferred Life تتميّز بنمط فكري يعتمد على: "سأبدأ العيش حقاً.. لكن لاحقاً". ويفشل هؤلاء الأشخاص في الاستمتاع بحياتهم. والعمل على تخطّي هذه المشكلة يتطلّب الوقت والمجهود.

هناك مجموعة من العوامل تساعد في تخطّي هذه المتلازمة، والبدء حالاً بالعمل على الهدف بدل الانتظار حتى الغد. من أهمها:

• تحديد الأهداف خاصة ما هو قابل للتحقيق، على الصعيديْن الشخصي والمهني.

• تحديد خطة عمل لتحقيق الأهداف من خلال تقسيمها إلى خطوات، والوقت المطلوب لإنجازها.

• التخلّص من الخوف الذي يعرقل المباشرة في العمل، وقد تطلب المساعدة من الاختصاصي النفسي أو الاختصاصي في تطوير الذات.

• الاستمتاع باللحظة في الحاضر وإعطاء أولوية للاهتمام بالذات والنمو الذاتي.

• تخطّي الماضي والأزمات التي قد تكون مررت بها.