كيف حشد نتنياهو الإسرائيليين ضده؟

يُظهر استطلاع للرأي نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (غير الحزبي)، في الثاني من يناير، أن 15% فقط من الإسرائيليين يريدون استمرار نتنياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب على حماس، وذلك تماشيا مع استطلاعات سابقة أظهرت تراجع شعبيته بصورة حادة.

لكن الزعيم الواقع في ورطة، الذي ظل لسنوات يروج لنفسه على أنه مسؤول الأمن في البلاد، لا يظهر أي علامة على رغبته في الرحيل.

ويقول المحلل السياسي أموتز عسائيل عن نتنياهو: "إنه عنيد. ويبدو أنه اتخذ قرارا استراتيجيا بالاستمرار في الحياة السياسية رغم ذلك. أعتقد أنه هدف خيالي وأن زملاءه سيقولون له عاجلا أم آجلا إن وقته قد انتهى".

ولكن يبدو أن التغيير السياسي مستبعد على المدى القريب في ظل استمرار القتال في غزة، إذ يتعهد نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تحقيق النصر الكامل على حماس مع تحذير كبار مسؤولي الأمن من أن القتال سيستمر في عام 2024.

أمام إصرار نتنياهو على إكمال سيناريو الحرب حتى نهايته بنفسه، تتجدد في شوارع إسرائيل احتجاجات مناهضة للحكومة مطالبة بإجراء انتخابات.

لكن هذه الاحتجاجات لا تزال محدودة نسبيا مقارنة بالمظاهرات الحاشدة التي شهدتها إسرائيل في 2023، والتي تعلقت برفض قانون الإصلاح القضائي.

وقالت مديرة التسويق، نوا وينبريس، في تل أبيب عن نتنياهو: "حان وقت رحليه. كان ينبغي أن يحدث ذلك في الثامن من أكتوبر، وبما أنه لم يحدث، فبالتأكيد الآن، بعد 100 يوم".

تلك الرغبة في رحيل نتنياهو لا تقتصر على معارضيه فقط، إذ إن بعضا من مؤيديه يظهرون استسلاما لرحيله الحتمي، على الرغم من أنهم لا يزالون معجبين به.

فيقول يوسي زرويا، عضو حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وصاحب محل شاورما في الرملة: "أعتقد أنه سينتصر في الحرب ويتنحى بكرامة".

ويقول تاجر الألماس، رافي كيمتشي، الذي يزور المدينة من هرتسليا المجاورة: "نتنياهو عبقري. إنه ليس مسؤولا عما حدث... لكنني أعتقد أن أمره انتهى".

قبل 15 شهرا فقط، استقبل سكان الرملة نتنياهو بهتافات "الملك بيبي" في إحدى فعاليات حملة انتخابية، تعهد خلالها بإعادة الأمن إلى الشوارع.

يقول عسائيل الباحث في معهد شالوم هارتمان بالقدس، إن بن غفير قد يحاول النأي بنفسه وترك الحكومة قبل الحملة الانتخابية في ظل إحباط ناخبي الليكود.

وفي المقابل، أظهرت استطلاعات رأي صعود شعبية غانتس الذي يُنظر إليه على أنه رجل مسؤول عن الشعب.

ويتنافس منذ فترة طويلة العديد من أعضاء حزب الليكود المحنكين على خلافة نتنياهو، ومن بينهم إيلي كوهين، والنائب البرلماني يولي إدلشتين.

كما طُرح اسم يوسي كوهين رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، ليحل محل نتنياهو.

وقال كوهين لبرنامج تلفزيوني على قناة "إن 12" في الرابع من يناير: "لا يوجد شيء مستبعد. لم أقرر بعد".

ويتوقع عسائيل حدوث "ضجة سياسية" بمجرد انتهاء القتال، وربما إجراء انتخابات مبكرة.

وأضاف: "ستخرج مظاهرات حاشدة وضخمة ومتعددة إذا حاول السياسيون التراجع".