إسرائيل تخشى تكرار "7 أكتوبر" في الضفة الغربية

تصريحات جديدة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أشارت إلى خشية بلاده من سيناريو مشابه لهجوم أكتوبر، مصدره الضفة الغربية.

حذر غالانت، الأحد 14 أكتوبر، من محاولة حماس إشعال النار في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه على بلاده اتخاذ خطوات لمنع ذلك من خلال تعزيز دور السلطة الفلسطينية، بحسب ما نقلت عنه تايمز أوف إسرائيل.

وخلال جلسة تقييمية للأوضاع في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي، قال غالانت إن حماس تحاول الربط بين غزة والضفة الغربية.

وأعرب غالانت عن أمله في أن يتم تبني توصية الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام بالسماح للعمال الفلسطينيين بالعودة إلى إسرائيل، وتحويل العوائد الضريبية إلى السلطة الفلسطينية، معتبرا أن سلطة فلسطينية قوية هي مصلحة أمنية إسرائيلية.

يرى سعيد، الذي ارتدى ملابس رياضية، حاملا بندقيته، وظهر مكشوف الوجه وسط مخيم نور شمس، أن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية خاصة المخيمات لا تهدف سوى إلى "الانتقام".

وقال الشاب، البالغ من العمر 23 عاما، لوكالة فرانس برس، إن إسرائيل "تريد أن تنتقم من الضفة. لن يستيقظوا مما حصل في الـ7 من أكتوبر ولم يتوقعوا ما حدث".

ورأى أن القوات الإسرائيلية "لم تحقق شيئا في غزة" بعد 100 يوم على الحرب.

وأكد ناشط في مخيم نور شمس -طلب عدم كشف هويته لفرانس برس- أن القوات الإسرائيلية شنت منذ بدء النزاع في غزة 8 عمليات اقتحام لطولكرم، 4 منها خلال ديسمبر.

منذ اندلاع الحرب في الـ7 من أكتوبر، قتل 340 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، بينهم 35 على الأقل سقطوا في طولكرم وحدها، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس، استنادا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

وتنعكس الاقتحامات الإسرائيلية على حياة مختلف السكان في المخيمات.

في 26 ديسمبر، فجّر الجيش الإسرائيلي منزل مطلوب، ما ألحق أضرارا جسيمة بمنزل يوسف زنديق (50 عاما) المجاور في الشارع الرئيسي لمخيم نور شمس.

ويقول زنديق: "منزلي غير صالح للسكن"، موضحا أنه ينام و4 من أبنائه في الشارع، ويشير إلى سيارة مركونة جانبا قائلا: "ملابسي في السيارة".

في نهاية الأسبوع الماضي، دهم الجيش منزل قريبته صبحية زنديق (65 عاما)، واعتقلها مع زوجها قبل أن يفرج عنها بعد منتصف الليل، لتعود إلى منزلها وتجده مقلوبا رأسا على عقب بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه.

توضح: "دخلوا إلى منازل أولادي وعادوا منها مع كيس ألعاب أطفال، بينها مسدسات بلاستيكية وقالوا أنتم إرهابيون".

وتشير صبحية إلى خزينة كانت موجودة في غرفة نومها. وتقول إن الجيش "سرق محتوياتها من ذهب ومال".

ويضيف زوجها "يريدون أن ينتقموا من الناس والشعب وما لا يستطيعون فعله في غزة يفعلونه هنا".

بالإضافة لحملات الجيش الإسرائيلي في الضفة، يتعرض الفلسطينيون لاعتداءات من المستوطنين.

يقول مكتب حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، إن القوات الإسرائيلية باتت تستخدم الأساليب العسكرية في الضفة الغربية بصورة متزايدة، وإن 300 فلسطيني قتلوا، من بينهم 79 طفلا، في حين قتل مستوطنون إسرائيليون 8 أو 9 منهم. كما قُتل إسرائيليان، أحدهما مستوطن والآخر عسكري.

تنتقد أميركا الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، خاصة تلك التي يشنها المستوطنون. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الـ10 من يناير: "لا بد أن تتوقف إسرائيل عن اتخاذ خطوات تقوّض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم بكفاءة".

وينتقد بلينكن إفلات مستوطنين من العقاب بعد ارتكابهم أعمال عنف في الضفة الغربية، وكذلك التوسع في المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم.

في الـ5 من ديسمبر، أعلنت أميركا فرض إجراءات عقابية بحق المستوطنين الإسرائيليين الذين شاركوا في هجمات على فلسطينيي الضفة تتضمن حظر السفر إلى الولايات المتحدة.

وفي ديسمبر أيضا، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أن فرنسا قررت "اتخاذ إجراءات وطنية في حق بعض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين"، واصفة أعمال العنف التي يرتكبونها بـ"أمر غير مقبول".