"خطة 3-3-10".. ماذا نعرف عن مقترح فرنسا لـ"سحب حزب الله"؟

يستهدف المقترح الفرنسي منع نشوب صراع "يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة"، وفرض "وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة"، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

وترفض ميليشيا حزب الله التفاوض رسميا على التهدئة قبل انتهاء الحرب في غزة، وهو الموقف الذي كرره أحد السياسيين في الجماعة، ردا على أسئلة حول المقترح الجديد.

وتسعى الخطة المكونة من 3 خطوات إلى عملية تهدئة، مدتها 10 أيام، تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن الاقتراح طُرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى حزب الله.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، في مؤتمر صحافي، الإثنين: "قدمنا مقترحات. إننا على اتصال بالأميركيين، ومن المهم أن نجمع كل المبادرات ونبني السلام".

وتقترح الخطة أن تُوقف الجماعات المسلحة اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضهم بعضا، بما يشمل الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان.

الخطة تتكون من 3 خطوات، وتقترح تنفيذها على مدار 10 أيام، على النحو الآتي:

• الأولى: يوقف الجانبان العمليات العسكرية.

• الثانية: في غضون 3 أيام، تسحب الجماعات المسلحة اللبنانية مقاتليها على الأقل 10 كيلومترات شمالي الحدود، ويبدأ لبنان في نشر جنوده في الجنوب، وتُوقف إسرائيل التحليق فوق الأراضي اللبنانية.

• الثالثة: تكون خلال 10 أيام، وفيها تستأنف إسرائيل ولبنان مفاوضات ترسيم الحدود البرية "بطريقة تدريجية"، وبدعم من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل).

وحسب المقترح، سيبدأ الطرفان مفاوضات حول خارطة طريق، لضمان إنشاء منطقة خالية من أي جماعات مسلحة غير تابعة للدولة، بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني.

وكان حزب الله قد أشار، في وقت سابق، إلى أنه قد يدعم الدولة في التفاوض على اتفاق مع إسرائيل، لتسوية وضع المناطق المتنازع عليها على الحدود لصالح لبنان.

ومن القضايا التي تحتاج إلى معالجة هي تمويل الجيش اللبناني، الذي أضعفته بشدة الأزمة المالية الحادة في البلاد.

ويدعو الاقتراح إلى بذل جهد دولي لدعم انتشار الجيش اللبناني "بالتمويل والعتاد والتدريب". كما يدعو إلى "التنمية الاجتماعية الاقتصادية لجنوب لبنان".

تقترح الوثيقة أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود، وأن تسحب القوات المقاتلة، بما فيها قوة الرضوان، وهي قوة النخبة التابعة لجماعة حزب الله، وكذلك القدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات، إلى مسافة 10 كيلومترات على الأقل شمالي الحدود.

وأي انسحاب من هذا القبيل يجعل عناصر حزب الله أقرب بكثير إلى الحدود، مقارنة مع الانسحاب لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني في لبنان، وفق ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل في عام 2006.

وقال دبلوماسي غربي مطلع على الاقتراح المكتوب في صفحتين، إن من شأن الانسحاب للمسافة الأقصر أن يساعد في ضمان عدم وصول الصواريخ إلى قرى شمال إسرائيل التي تم استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات، وإنه بمثابة حل وسط يُعد مستساغا أكثر لحزب الله من التراجع إلى نهر الليطاني.

ويقضي المقترح أيضا بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله، إذ يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.

ردا على سؤال حول الاقتراح، قال السياسي البارز في حزب الله النائب حسن فضل الله، لرويترز، إن الجماعة لن تناقش "أي أمر له علاقة بالوضع في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة".

وأضاف فضل الله، أن "العدو ليس في وضع يسمح له بفرض شروط"، وأحجم عن التعليق على تفاصيل الاقتراح أو ما إذا كان حزب الله قد تسلمه.

وقال أحد المسؤولين اللبنانيين، إن الوثيقة تجمع أفكارا نُوقشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين وتم نقلها إلى حزب الله. وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا اللبنانيين بأنها ليست ورقة نهائية، وذلك بعد اعتراض بيروت على أجزاء منها.

وتابع المسؤول اللبناني، أن عدة عناصر أثارت قلقا في بيروت، مثل المطالبة بهدم المباني والمنشآت القريبة من الحدود، التي أشار المسؤول إلى أنها صِيغت بصورة غير واضحة.

وذكر مسؤول لبناني آخر، أن بيروت لم ترد على الاقتراح، مضيفا أنه لم يكن موقعا أو مؤرخا، وبالتالي لا يعتبر رسميا بما يكفي لتبرير الرد. وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة تلقت الاقتراح وتناقشه.