ميناء غزة الأميركي.. خطة واشنطن الغامضة

فيما وضع بايدن في خطابه الملامح الرئيسية لمشروعه، الذي يأتي بعد ٥ أشهر كاملة من الحرب والحصار، تولى السكرتير الصحفي للبنتاغون، باتريك رايدر، مهمة توفير تفاصيل إضافية عن إنشاء الميناء المؤقت على سواحل غزة.

فوفقا لحديث رايدر مع الصحفيين، سوف تتولى واشنطن مهمة تدشين رصيف بحري عائم على سواحل غزة، بالإضافة إلى جسر يربط بينه وبين الشاطئ، وذلك حسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

إلا أن العملية لن تكون يسيرة تماما إذ سوف تتطلب جهود نحو ألف جندي أميركي، من بينهم لواء النقل السابع، وعلى مدار فترة تصل إلى ٦٠ يوما.

البنتاغون يبدو متفائلا بشأن النتيجة النهائية للمشروع، إذ يعتقد أن الرصيف العائم والجسر من الممكن أن يمدوا غزة بحوالي ٢ مليون وجبة يوميا.

وشرح رايدر كيف سيعمل الرصيف المؤقت، ففي البداية سوف تُحمل السفن المساعدات على الرصيف المؤقت العائم بعد مرورها بمحطة تفتيش في قبرص، وبعد ذلك سوف تُنقل المساعدات إلى الجسر المؤقت الذي يُقدر طوله بحنو ١٨٠٠ قدم، والذي سوف ينقلها لليابسة، وهناك سوف تستقبلها الشاحنات.

بحسب توضيح رايدر لن تطأ القوات الأميركية اليابسة، بل سوف تستقر خلال العملية برمتها داخل السفن أو على الجسر المؤقت، بينما سوف تستقبل الشاحنات على اليابسة، جهات لم يسمها.

بالرغم من حماسة البنتاغون تجاه توفير ٢ مليون وجبة لغزة المحاصرة، يقر رايدر بحقيقة ثابتة، هي أن إرسال المساعدات عبر الجو أو عبر البحر، ليست بأي حال في نفس فعالية إرسال المساعدات عبر الطرق البرية، مما دفعه للتصريح : "نريد أن نرى زيادة كبير في حجم المساعدات عبر البر.. نحن ندرك أن تلك هي الوسيلة الأكثر جدوى لإيصال المساعدات".

من جهة أخرى، لا يمكن في ضمان ألا يرافق عملية توصيل المساعدات عبر البحر حدوث فوضى كبرى، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ففي أواخر فبراير قتل ما يزيد عن ١٠٠ فلسطيني أثناء عملية توزيع مساعدات في شمال قطاع غزة، في شارع هارون الرشيد.

وأفادت مصادر من قطاع الصحة الفلسطيني أن الوفيات وقعت بسبب إطلاق النار من جانب الجيش الإسرائيلي على الحشود التي تنتظر الطعام، بينما قالت السلطات الإسرائيلية إن الوفيات حدثت نتيجة الدهس والتدافع.

أمام خطة المساعدات البحرية، لا تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي، ففي البداية صرحت إسرائيل أنها تدعم تماما مسألة إقامة الرصيف المؤقت، ووعدت بالتعاون.

إلا أنها في الوقت ذاته تتخذ خطوات خاصة قد تمنحها اليد العليا، على الأقل في مرحلة تفتيش المساعدات، فقد أعلنت وزارة النقل الإسرائيلية أن وفدا يقوده رئيس شركة الموانئ سيغادر الإثنين المقبل إلى قبرص لبحث إمكانية شراء أحد موانئ الجزيرة، بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت.

قد تبلغ قيمة فاتورة الميناء الجديد حوالي ١٤٠ مليون دولار أميركي، إلا أن إسرائيل ترغب في حماية وارداتها من البضائع، وذلك في حال أثرت أي مخاطر أمنية على ميناء حيفا، في الوقت ذاته، يمكن أن تُصبح تلك الميناء المستقبلية نقطة تفتيش رسمية للمساعدات التي سوف تصل قطاع غزة عبر الرصيف الأميركي العائم.

منذ بداية القتال، عرقلت إسرائيل وصول كافة السلع وإمدادات الوقود والمياه إلى القطاع المحاصر، لاحقا بدأت السماح لشاحنات المساعدات أن تصل لداخل قطاع غزة، بعدد قليل جدا.

لكن معدلات مرور المساعدات البرية إلى داخل القطاع لا تبدو متناسبة مع حجم الحاجة للغذاء والسلع في الداخل، كما أن الأمم المتحدة تشكو بحسب وكالة رويترز من عقبات تواجهها خلال عملية إدخال المساعدات وعملية توزيعها، كالقيود المفروضة على الحركة والاتصال وإجراءات الفحص، وكذلك الطرق المدمرة داخل القطاع والذخائر غير المنفجرة.

ومن أصل ٥٠٠ شاحنة بضائع اعتادت أن تصل قطاع غزة يوميا قبل اندلاع الحرب، بلغ معدل الشاحنات التي تصل القطاع في فبراير الماضي ٩٧ شاحنة يوميا فقط، في انخفاض حتى عن شهر يناير الذي بلغ فيه معدل الشاحنات ١٥٠ شاحنة يوميا.

هناك أيضا المساعدات التي تقدم إلى القطاع عبر عمليات الإنزال الجوي، التي انضمت إليها الولايات المتحدة مؤخرا، غير أنها عمليات مرتفعة التكلفة.