الحرب بعيون إسرائيلية.. "كأنك يا نتنياهو ما غزيت"

خانيونس كانت أكثر المدن الفلسطينية في قطاع غزة تعرضاً للضربات والهجمات الإسرائيلية البرية.

قوات الجيش اجتاحت وسيطرت على أجزاء واسعة من المدينة لنحو ٤ أشهر وقالت إسرائيل حينها إن مقر حماس الرئيسي وكبار قادتها مثل يحيى السنوار والرهائن يتواجدون في خانيونس.

ولكن بشكل مفاجئ، أعلن الجيش الأسبوع الماضي سحب آخر قواته من تلك المدينة الجنوبية دون أن يحقق أي انتصارات واضحة أو أن يعثر على أي من الرهائن أو القادة أو مقرات السيطرة والتحكم المزعومة.

وفور انسحاب الجيش، قالت صحيفة يديعوت بأن عناصر أمن حماس الداخلي استعادوا السيطرة على المدينة وعادوا للظهور فيها لكن ملثمين وبعصي بدل من الأسلحة النارية وذلك لـ"ضبط الأمن والاستقرار".

وأضافت الصحيفة أن الأمر نفسه حدث في شمال غزة، حيث عاد موظفو حكومة حماس وعناصر الحركة للظهور في الأسواق العامة في جباليا والعمل على ضبط الأسعار ومنع الفوضى.

يديعوت أقرت أن إسرائيل على الجانب الآخر تتصيد الفرص لاغتيال موظفي الحكومة المحلية الذين يعملون على استعادة الاستقرار لأن أحد أهداف إسرائيل في الحرب هو إسقاط ركائز حكم حماس.

لكن قادة الجيش يقرون أن إسرائيل قد تحتاج حتى عام 2026-2027 للقضاء على حماس على أقل تقدير.

على مدار أيام الحرب، عكف الجيش الإسرائيلي على نشر مقاطع فيديو دراماتيكية لجنوده وهم ينسفون أنفاق حركة حماس بالألغام والمتفجرات، وفي بعض الأحيان يكون الدمار ضخماً للغاية حيث تبتلع غيوم الدخان السميك أحياء بأكملها.

صحيفة معاريف تقول إن الجيش يتعمد الاستعراض بهذه الطريقة وإبهار المتفرج الإسرائيلي وإيهامه بأن تدمير الأنفاق واستعادة الأمن أصبح على مقربة، بينما في الحقيقة تنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إنه لا توجد لدى إسرائيل أي حلول جدية واقعية لإنهاء مشكلة الأنفاق.

لذلك، وللتغطية على هذا الفشل، يستخدم الجيش الألغام عالية التفجير في نسف الأنفاق بدلاً من استخدام بدائل أقل تكلفة ومجهود مثل صب إسمنت أو أنقاض وحطام المباني في فتحة النفق.

الصحفي الإسرائيلي أوهاد حمو سافر الأسبوع الماضي لمدينة مالمو السويدية لتغطية مسابقة يوروفيجن الغنائية الشهيرة التي تشارك فيها إسرائيل.

هناك قال حمو إن عبارة "قتلة الأطفال" بات يسمعها في أي مكان يسافر إليه في أوروبا، بعد قتل إسرائيل لأكثر ٣٣ ألف شخص في قطاع غزة، تقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن معظمهم من النساء والأطفال.

الأسبوع الماضي، قالت إسرائيلية أسيرة سابقة أفرج عنها من غزة إنها تعرضت للاحتجاز والتوبيخ في مطار أمستردام في هولندا من قبل ضابط الجوازات لكونها إسرائيلية.

وفي نهاية شهر مارس، تعرض إسرائيليان ناجيان من حفل نوفا الموسيقي لموقف مشابهة في مطار مانشستر في بريطانيا عندما وبخهما ضابط الحدود.

لذلك حذر الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم ألون بينكاس من أن حرب إسرائيل على غزة هي تذكرة باتجاه واحد نحو العزلة الدولية وجعل إسرائيل دولة منبوذة.