هل تستطيع إسرائيل أن تحارب بلا "أوكسجين أميركا"؟

قبل أن يخرج بايدن للعلن بتصريحه الذي أقلق المسؤولين الإسرائيليين، حسبما قالت الغارديان البريطانية، أوقفت الولايات المتحدة بالفعل شحنة أسلحة الأسبوع الماضي عن إسرائيل.

صحيفة نيويورك تايمز، كشفت أن الرئيس بايدن بنفسه أوقف هذه الشحنة لمنع استخدام الأسلحة أميركية الصنع في هجوم هددت به إسرائيل منذ فترة طويلة على مدينة رفح، في إشارة إلى الخلاف المتزايد بينهما.

مسؤولون أميركيون كشفوا لنيويورك تايمز عن أن بايدن أوقف 3500 قنبلة كانت في طريقها لإسرائيل. 1800 قنبلة منها بوزن 2000 رطل للقنبلة الواحدة، والـ 1700 قنبلة الأخرى تزن الواحدة 500 رطل، وهي قنابل تسبب أضرارا مدمرة وخسائر فادحة في صفوف المدنيين عند إسقاطها على مناطق مكتظة بالسكان.

وتراجع الإدارة الأميركية ما إذا كانت ستوقف عمليات نقل الأسلحة المستقبلية إلى إسرائيل، بما في ذلك "القنابل الغبية" التي دار عنها حديث في مقابلة CNN.

بايدن أجاب عن سؤال CNN عما إذا استخدمت إسرائيل القنابل الأميركية خاصة القنابل التي تسمى بـ"الغبية" في قتل المدنيين، وقال: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها التي يستهدفون (الإسرائيليون) بها المراكز السكانية".

تزيد تعليقات بايدن، وهي الأشد حدة حتى الآن، الضغوط على إسرائيل حتى تمتنع عن شن هجوم واسع النطاق على رفح، حيث يقدر عدد الفلسطينيين هناك بـ 1.5 مليون نازح.

وتقول إسرائيل إنها يجب أن تهاجم رفح لهزيمة الآلاف من مقاتلي حماس الذين تزعم أنهم ينشطون هناك.

منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، لم تنشر وزارة الدفاع الأميركية سوى بيانين صحافيين، في 9 و29 ديسمبر 2023، حول الموافقة على المبيعات العسكرية الطارئة لإسرائيل، في حين أنها تنشر الكثير من المعدات العسكرية المرسلة إلى أوكرانيا، وتحدث قائمتها باستمرار.

لم تنشر أرقام دقيقة عن كمية ونوعية الأسلحة التي أرسلتها أميركا إلى إسرائيل منذ بداية 2024 لأن آخر أرقام كشفت عنها وزارة الدفاع الأميركية كانت في 29 ديسمبر، وشملت قذائف المدفعية وطلقات الدبابات فقط وجاءت على النحو التالي:

• 52,229 قذيفة مدفعية من طراز M795 عيار 155 ملم.

• 30,000 عبوة دفع M4 لمدافع الهاوتزر.

• 4,792 قذيفة مدفعية من طراز M107 عيار 155 ملم

• 3,981 طلقة دبابة M830A1 عيار 120 ملم.

لم يكشف البنتاغون أعداد الصواريخ الذي دعم بها إسرائيل، لكن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية أعدت دراسة كشفت فيها تزويد واشنطن لتل أبيب بآلاف الأسلحة، بما فيها لوازم الدبابات والمدفعية، وهي:

• الذخائر الموجهة بدقة مثل صواريخ إم كي التي تستخدمها طائرات إف 16.

• صواريخ هيلفاير التي تستخدمها الطائرات من دون طيار.

• أجهزة الرؤية الليلية من طراز PVS-14.

• صواريخ محمولة على الكتف.

• بطاريتان للقبة الحديدية مضادة للصواريخ.

٤ مصادر أميركية قالت لرويترز إن من بين الشحنات التي أوقفتها بلادهم إلى إسرائيل قنابل غير موجهة بالدرجة الأولى، وتدرس واشنطن استبدال أخرى موجهة بها "للتقليل من استهداف المدنيين". كما أوقفت الولايات المتحدة قنابل صغيرة تُستخدم في القصف المدفعي وكذخيرة للدبابات.

هذه الأسلحة جزء من شحنة سبق الموافقة عليها إلى إسرائيل، وليس حزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار ووافق عليها الكونغرس في أبريل الماضي.

وتعهد بايدن بالحفاظ على دعم إسرائيل بالأسلحة الدفاعية مثل القبة الحديدية ومستلزماتها من الصواريخ، لأن ذلك يحفظ أمن إسرائيل وهو ما تتمسك به الإدارة الأميركية.

بالإضافة للقنابل الغبية، ستمنع الإدارة الأميركية عن إسرائيل الأسلحة الخفيفة خشية استخدامها ضد المدنيين في مدينة رفح المكتظة.

هذا التحول في الموقف الأميركي وصفه سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بأنه "مخيب للآمال للغاية" لكنه عبر عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.

فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي سابق إن إسرائيل لن تستطيع التعامل مع رفح "دون أسلحة أميركية".

منذ الثلاثاء 7 مايو الجاري سيطرت إسرائيل على المخرج الوحيد لقطاع غزة وهو معبر رفح، ولم تتوقف القنابل والقصف على المدينة الجنوبية منذ ذلك الوقت حسبما نقلت رويترز عن مسعفين فلسطينيين.

في يوم الأربعاء 9 مايو وفي ضربة جوية واحدة مثلا، أصيب 25 شخصا على الأقل وقُتل 4 مدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وتقول الأمم المتحدة وسكان غزة ومنظمات إنسانية إن أي توغل إسرائيلي إضافي في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية. وأكد مسؤول بالأمم المتحدة أن قطاع غزة لم يدخله أي وقود أو مساعدات بسبب العملية العسكرية في رفح وسيطرة إسرائيل على معبرها.

هذه المأساة الإنسانية التي يتفاوض فيها جو بايدن وبنيامين نتنياهو حول أي قنابل ستُستخدم، قال عنها رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي "يتردد في شوارع المدينة صدى صراخ أرواح بريئة أزهقت، وعائلات تقطعت أواصرها، ومنازل تحولت إلى أنقاض. نقف على أعتاب كارثة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة".