دبوس إسرائيلي يقسم برلمان فرنسا.. "معايير الرئيسة مزدوجة"

بعد الانتقادات والتساؤلات التي تلقتها بسبب استبعاد ديلوغو، قررت رئيسة الجمعية الوطنية نشر فيديو على حسابها بموقع إكس تذكّر من خلاله القوانين والأنظمة التي تحكم سلوك النواب.

وبدأت براون بيفيه، التي تعتبر أول سيدة ترأس الجمعية الوطنية، تذكيرها بالقول إن قوانين البرلمان الفرنسي تنص على وجود علمين دائمين فقط، وهما العلم الفرنسي والعلم الأوروبي، مع إمكانية وضع علم آخر كبروتوكول عندما يحل مسؤول أجنبي ضيفا على البرلمان.

وأضافت أن قانون الجمعية الوطنية لا يمنع ارتداء الدبابيس في مناسبات مختلفة مثل مناسبات لتخليد ذكرى ما أو في حالات استثنائية لم تحددها.

وسطرت الرئيسة على أن ما تحظره لائحة القوانين "هو الاستخدام، لاسيما أثناء الأسئلة الموجهة إلى الحكومة، لبيان أو رسوم بيانية أو علامات أو وثائق لأشياء أو أدوات مختلفة"، مثل علبة معكرونة أو سترة صفراء سبق لنواب عرضها في مناسبات مختلفة خلال الجلسات البرلمانية السابقة.

ورغم درايتها بقوانين البرلمان الذي ترأسه منذ 2022، يبدو أنها قد تجاهلتها بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر عندما ظهرت أمام جميع النواب مرتدية رمزا يحمل العلمين الفرنسي والإسرائيلي، وفقا للجمعية الوطنية.

وصرحت حينها: "نحن نواجه هجوما إرهابيا من قبل مجموعة إرهابية. إدانة هذه الأعمال بأشد العبارات [...] هي الرد الوحيد الممكن، بدون لبس".

تصرف براون بيفيه هذا أثار تساؤلات حول مدى تطبيق القوانين بإنصاف. فبينما سمحت الرئيسة لنفسها بارتداء دبوس يحمل علما غير فرنسي وأوروبي، عاقبت النائب ديلوغو حمله للعلم الفلسطيني بتعليق عضويته لـ15 يوما.

هذا التصرف أجج ردود فعل من بينها إطلاق الطالب الفرنسي في الحقوق بجامعة باريس ساكلي، إيلان غابي، عريضة على الإنترنت يطالب فيها بمعاقبة رئيسة الجمعية العامة بنفس عقوبة ديلوغو وذلك لمخالفتها لقانون الجمعية الوطنية بارتدائها لدبوس به علم فوق سترتها في جلسة 10 أكتوبر.

ويشير غلبي في عريضته التي تسعى لجمع نصف مليون توقيع أنه "يجب على النواب احترام نفس القواعد، إذا يعتبر العلم مخلا بالنظام، فيجب أن تكون العقوبة هي نفسها بالنسبة للجميع".

تواجه براون بيفيه انتقادات بالجملة بسبب العقوبات التي أصدرتها في حق النائب ديلوغو، وكذلك بسبب الفيديو الذي ذكرت فيه النواب الفرنسيين بقوانين الجمعية الوطنية.

الناشطة الحقوقية والمرشحة للانتخابات الأوروبية عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري، ريما حسن، اعتبرت أن قرار العقوبة ضد ديلوغو لم يكن بسبب القوانين، بل بسبب "كراهية" براون بيفيه "للشعب الفلسطيني ودعمها اللامشروط لإسرائيل".

وتعتبر براون بيفيه من بين الرؤساء الأكثر إصدارا للعقوبات في تاريخ الجمعية الوطنية إذ تبين قناة بي أف أم من خلال تحليل أجرته أن العقوبات المفروضة على أعضاء حزب "فرنسا الأبية" تمثل 50% من إجمالي العقوبات التي فرضتها يائيل براون بيفيه منذ وصولها لرئاسة البرلمان.