"اقتحام وهمي".. طريقة إسرائيلية جديدة لقتل مسلحي جنين

في التاسعة صباح الخميس، التقط أهالي بلدة قباطية، مقطع فيديو لسيارة فلسطينية نزلت منها قوات خاصة إسرائيلية لتحاصر منزلا غير مسكون في البلدة، وانتشر الفيديو على مجموعات التلغرام المحلية.

في ذلك الوقت تيقن أهل مدينة جنين والمسلحون أن اقتحام المدينة الذي بدأ قبل 8 ساعات، كان شكليا لصرف النظر عن بلدة قباطية، حسب ما يقول أحد سكان البلدة لبلينكس.

كتيبة جنين هي مجموعة مسلحة تتبع الجناح العسكري لحركة الجهاد، وتأسست عام 2021 ونفذت عمليات مسلحة على حواجز الضفة الغربية، وفي المستوطنات، وداخل إسرائيل.

في التاسعة والنصف صباحا بدأت الاشتباكات بين القوات الخاصة الإسرائيلية والشابين محمد الجابر ومحمد العصري اللذين كانا داخل البيت غير المأهول.

الجابر والعصري مسلحان في الكتيبة، ووفقا لمصدر تحدث مع بلينكس، وجد مسلحون من جنين طريقة للخروج من المخيم ثم إلى المدينة، وبعدها إلى أطراف بلدة قباطية للاشتباك المسلح بجانب الشابين.

لكن مع وصولهم وجدوا الجرافات الإسرائيلية، ومجموعة من المركبات العسكرية وصلت إلى المكان وحاصرته بالكامل فأطلقوا الرصاص على الجيش الإسرائيلي من قمم الجبال المحاذية للبيت المحاصر ومن مسافة بعيدة.

استمر الاشتباك بين الجابر والعصري لأكثر من 4 ساعات تخلله قصف للمنزل بصواريخ الإينرجا، بحسب وسائل إعلام محلية كانت على البث المباشر من موقع الاشتباك.

حصلت بلينكس على رسالة واتساب بعثها محمد الجابر من داخل البيت المحاصر لمقاتلي كتيبته يخبرهم بأنه لا يزال على قيد الحياة، لكن صديقه محمد العصري قُتل.

ومع مرور الوقت ازدادت حدة القصف على المنزل، وأمام عدسات الصحافيين بدأت الجرافة الإسرائيلية في هدم أجزاء منه تزامنا مع دخول الجنود الإسرائيليين إليه.

ظهرت جرافة إسرائيلية في مقاطع فيديو صورها جيران البيت المحاصر، وهي تحمل جثماني محمد العصري ومحمد الجابر وتلقيهما على الأرض، فيما ظهر جندي إسرائيلي ينكل بالجثامين قبل أن تسحب الجرافة الجثمانين معها إلى داخل إسرائيل.

وغالبا ما تحتفظ إسرائيل بجثث فلسطينيين تقتلهم في الضفة الغربية، إذا كانت الظروف الميدانية تسمح لها بذلك. وظهرت بعد 7 أكتوبر اتهامات من مؤسسات حقوقية دولية لإسرائيل باستخدام جلود الفلسطينيين وبعض أعضائهم بعد قتلهم.

بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا فإن إسرائيل تمتلك ما يعرف بـ "مقابر الأرقام"، وهي أماكن لدفن جثامين الفلسطينيين الذين تقتلهم، وسميت كذلك لأنها لا تكتب عليها الأسماء، وإنما تعطيهم أرقاما.

في 18 مايو الماضي قتلت إسرائيل قائدا ميدانيا في كتيبة جنين يدعى إسلام خمايسة، وهو صديق محمد الجابر ومحمد العصري اللذين كانا معه في البيت الذي قصفته إسرائيل في مخيم جنين وقتلته.

واتهمت إسرائيل إسلام بقتل مستوطنين وتنفيذ عمليات إطلاق نار على حواجز ومستوطنات.