منجنيق وقاذف حجارة.. أسلحة غريبة في ترسانة إسرائيل

بعد انتشار فيديو المنجنيق، رفضت إسرائيل التعليق بصورة رسمية، لكن مصدراً بالجيش حاول التبرؤ من الأمر قائلا: "لدينا طرق أكثر تقدماً لتنفيذ المهمة"، وأن المنجنيق البدائي بناه جنود الاحتياط الموجودون في مناطق حدودية مع لبنان.

لكن معاريف كشفت عن مقابلة أجرتها في شهر فبراير مع العميد جيورا إنبار، ذكر فيها أن "رجال لواء كرملي بنوا عددا من المنجنيق تطلق كرات من الديزل الممزوج بالوقود كصواريخ أرض-أرض تشتعل وتضيء".

الدكتور غاي شتيبل، من قسم الآثار في جامعة تل أبيب والمتخصص في علم الآثار العسكري، قال للقناة 12، إن المنجنيق من بين وسائل الحرب التوراتية التي ذُكرت في سفر القضاة في عهد شمشون.

وأضافت القناة الأكثر مشاهدة في إسرائيل، أن الجيش عكف على استخدام المنجنيق والسهم والقوس ضد جنوب لبنان منذ شهر نوفمبر، بهدف كشف الأرض في المناطق الحرجية والمشجرة، التي ربما يختبئ فيها بعض عناصر حزب الله أو يمكن استخدامها للتخفي والتسلل والاقتراب من الحدود.

وأضاف شتيبل أن استخدام الجيش للنار كوسيلة للحرب هو بسبب أنه "في المنطقة المتاخمة لخط الحدود توجد أشجار وحشائش قد تختبئ فيها العناصر من الجانب الآخر، ويمكن أيضاً إخفاء معدات إطلاق الصواريخ والأسلحة فيها".

من بين أكثر الأسلحة الإسرائيلية غرابة، تلك التي استخدمتها خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة باسم انتفاضة الحجارة (1987-1993).

الجيش الإسرائيلي واجه معضلة كبيرة في ذلك الوقت، وهي عدم قدرته على التصدي للمتظاهرين الذين أمطروا جنوده بالحجارة.

واعتمدت إسرائيل سياسة رئيس الوزراء إسحاق رابين القاسية المعروفة باسم "كسر العظام" التي أدت لتدهور سمعة إسرائيل دولياً لعدم قدرتها على تبرير محاربة "أطفال الحجارة" بأسلحة ثقيلة ودبابات وطائرات وعتاد عسكري.

مهندسو الجيش الإسرائيلي فكروا في محاربة الفلسطينيين بنفس أدواتهم، لكن بتفوق تكنولوجي وكمي، فطوروا "قاذف حصى" أوتوماتيكيا يجري تثبيته على المركبات المدرعة، ليغمر الشوارع بكميات كبيرة من الحجارة الصغيرة بسرعة تقترب من سرعة الصوت.

لكن سرعان ما تيقن الإسرائيليون أن قاذف الحصى الأوتوماتيكي أداة غير مجدية، ولا فاعلية لها لقمع المتظاهرين. إذ كان يفتقر إلى المدى المناسب ودقة الهدف، وكانت صورته في الإعلام الغربي ضارة بسمعة إسرائيل وموقفها بحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

استخدمت شركات أسلحة ناشئة في إسرائيل حرب غزة، كفرصة لتجربة وتطوير منتجاتها ميدانياً، وتحويل القطاع إلى حقل تجارب لمختلف الطائرات المسيرة.

بعض تلك الطائرات لها القدرة على إطلاق ذخيرة حية تجاه المواطنين أو إطلاق القنابل أو الانفجار في هدف معين، وبعضها له القدرة على الرؤية الحرارية أو الليلية، وبعضها يمكنه التنصت على المكالمات والبيانات الرقمية، وبعضها مزود ببرامج الذكاء الاصطناعي.

لكن أحد أغربها كانت الطائرات المسيرة التي استعملها الجيش في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، إذ كانت تصدر خلال ساعات الليل المتأخر أصوات أطفال رضع يبكون، أو مصابين يستغيثون، أو أصوات إطلاق نار واشتباكات عنيفة، بحسب شهود عيان من المنطقة.

السكان المحليون يعتقدون أن استخدام تلك الطائرات كان يهدف إلى استدراجهم للخروج من منازلهم ليلاً لقنص بعضهم، أو لترهيبهم وتخويفهم بأجواء تشبه أجواء أفلام الرعب لإجبارهم على النزوح من المنطقة.