سياسة
.
بوجه عابس ونبرة صوت حادة وتصادمية، أطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 18 يونيو، في تصريح نادر ومقتضب باللغة الإنكليزية، ليوبخ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ويتهمها بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل، وحرمانها من الانتصار في الحرب على غزة.
نتنياهو شبّه نفسه برئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل الذي يعتبره الغرب بطل الحرب العالمية الثانية، بعدما صمد وحده في وجه الألمان حتى النصر.
رئيس الوزراء اليميني اختتم كلامه: "خلال الحرب العالمية الثانية، قال تشرشل للولايات المتحدة: أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول: أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير".
لكن لم يمضِ الكثير من الوقت حتى أحرج البيت الأبيض نتنياهو وكذّبه وفنّد مزاعمه، إذ قالت سكرتيرة إدارة بايدن للإعلام كارين جين بيير، إن الإدارة الأميركية لم تحجب أي أسلحة عن إسرائيل سوى مرة واحدة، وإن باقي دفعات السلاح مستمرة في التدفق. وأضافت بتهكم: "نحن حقاً لا ندري عمّ يتحدث نتنياهو".
ونفّذت إدارة بايدن خطوة تصعيدية أخرى لمعاقبة نتنياهو وتوبيخه علناً بعد ساعات قليلة من هذا التصريح، إذ ألغى البيت الأبيض اجتماعاً ثنائياً رفيع المستوى مع مسؤولين إسرائيليين حول إيران وجبهة الشمال مع حزب الله كان من المقرر عقده الخميس 20 يونيو.
ومنذ بداية الحرب على غزة في شهر أكتوبر الماضي، هناك "حرب غير معلنة" بين إدارة بايدن والحزب الديمقراطي من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، تخللتها تراشقات إعلامية ومحاولات لإحراج الآخر وإلقاء اللوم عليه.
فكيف أحرج بايدن رئيس وزراء أقرب حليف لأميركا؟ ولماذا يتجنّب الصدام الكامل معه؟ وكيف عاملت الإدارات الأميركية المختلفة نتنياهو بازدراء؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة