سيناريو "سماء غزة" يلوح في "أرض لبنان"

القصف الموسع الذي بدأ الإثنين 23 سبتمبر، طال الجنوب ومناطق في بيروت والبقاع وبعلبك ومناطق أخرى، وتقول إسرائيل إنها هاجمت "1300 هدف لحزب الله في 650 طلعة هجومية خلال 24 ساعة".

بالنظر إلى جنوب لبنان تحديدا الذي قصفت فيه إسرائيل بلدات عيترون وميس الجبل وحولا والطيبة ومركبا وجبل الريحان ومرتفعات إقليم التفاح وبني حيان وبنت جبيل وحانين ومنطقة النبطية وغيرها، يجدها مراقبون إسرائيليون قالوا لصحيفة معاريف إنها مشابهة للطريقة التي تصاعد فيها القصف على مناطق شمال غزة بعد 7 أكتوبر.

وقتها قصفت إسرائيل بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة حتى وصلت ضرباتها الجوية إلى أطراف جباليا البلد.

استمرت هذه الضربات الجوية على شمال قطاع غزة لنحو 20 يوما وإعلانها، آنذاك، أنها تستهدف البنية التحتية لحركة حماس وخاصة الأنفاق، وهو ما أعلنته الآن من استهداف بنية حزب الله التحتية ومخازن أسلحته.

بعد 20 يوما من الحرب الجوية على قطاع غزة، بدأت إسرائيل توغلا بريا في بيت حانون وبيت لاهيا في أقصى شمال غزة صباح 28 أكتوبر 2023.

في صور لوكالة رويترز، التقتطها مصورتها إيفلين هوكشتاين لتوغل الدبابات الإسرائيلية في شمال غزة، أظهرت الصور والتقرير المرفقة فيه "أرضا محروقة" صنعتها إسرائيل في شمال القطاع، حيث سويت المباني بالأرض. ونزح السكان نحو الوسط والجنوب.

تقرير معاريف يشرح أن هذه الخطوة التصعيدية التي بادرت بها إسرائيل، تم الاستعداد لها على مدار سنوات سابقة تم فيها جمع المعلومات الاستخبارية، وتحديث بنك الأهداف بشكل يومي.

ما يدلل على احتمالية وقوع توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان هو نقل الصحيفة عن مصادر عسكرية قولهم إنه لم يتم تدريب سلاح الجو فقط بل جميع وحدات المناورة في الجيش.

صحيفة الغارديان تنقل عن مسؤولين في حزب الله، إن الجماعة مستعدة لمعركة وصفتها بـ"معركة حساب مفتوحة". وعلى الجهة المقابلة، ينقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يخشى إمكانية توسع الصراع بين إسرائيل والحزب، وهو ما يراه المسؤولون وشيكا.

الضربات التي نفذتها إسرائيل زعمت أنها تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله، ووفق ادعاء الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن الفيديوهات التي خرجت من جنوب لبنان تظهر انفجارات متفرقة في أماكن الاستهدافات بعد انتهاء القصف، ووفقا للناطق فإن هذا دليل على أن المناطق المستهدفة تحوي أسلحة لحزب الله.

صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقول إن هذه الضربات على جنوب لبنان "ستثبت فعاليتها عند الهجوم البري على لبنان"، في إشارة إلى تدمير الأسلحة التي من الممكن أن يستخدمها عناصر الحزب ضد الآليات العسكرية التي ستجتاح لبنان.

بنفس الطريقة التي حذر فيها نتنياهو وحكومته أهالي قطاع غزة قبيل الاجتياح البري لشمال القطاع، حذر نتنياهو مساء 23 سبتمبر أهالي جنوب لبنان ودعاهم للنزوح: "حزب الله يستخدمكم كدروع بشرية".

قبيل 28 أكتوبر، اليوم الذي بدأ فيه الاجتياح البري للقطاع، وقتها قال نتنياهو مخاطبا الغزيين: "حماس تستخدمكم كدروع بشرية".

قتلت إسرائيل بالهجمات المكثفة التي بدأتها في 23 سبتمبر 558 شخصا، وقالت إنها ماضية في إحباط قدرات حزب الله الذي ادعت أنه كان يخطط لهجوم مماثل للسابع من أكتوبر على مستوطنات الجليل.