المقاتلات الحربية دخلت الضفة.. والبداية قتلت 18 في طولكرم

قبيل انتهاء يوم 3 أكتوبر بدقائق هز انفجار ضخم مدينة طولكرم، وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إنهم رأوا النار تشتعل مع دخان كثيف يتصاعد من إحدى حارات المخيم، فهرعوا للمكان ليجدوا أشلاء المواطنين متناثرة. أم الشاب أحمد عبيد الذي قضى في هذه الغارة قالت لوسائل إعلام فلسطينية إن الناس أخبروها بأن ابنها يتواجد في مكان القصف، فهرعت تركض "مثل المجنونة" على حد تعبيرها.

وصلت الأم وهي تبكي إلى المكان لتجد أن سيارات الإسعاف نقلت أشلاء ابنها للمستشفى، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لكرتونة ورقية في مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، وقالوا إنها تحوي أشلاء الشبان والأطفال الذين قضوا في القصف.

منذ اغتيال "أبو شجاع" قائد سرايا القدس في مدينة طولكرم يوم 29 أغسطس الماضي، قلت حدة الاقتحامات لمدينة طولكرم ومخيماتها. لكن صحيفة تايمز أوف إسرائيل قالت إن الجيش الإسرائيلي والشاباك جمعوا المعلومات حول قيادة ميدانية جديدة ينظمها مسلحو طولكرم، "استوجبت على أجهزة الأمن الإسرائيلية القضاء عليها"، وفق تعبيرهم، قبل أن تنفذ عملياتها.

قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد في مخيم طولكرم، غيث رضوان، وقائد حركة حماس في المدينة، زاهي ياسر عبدالرازق عوفي، كانا هدف الغارة الإسرائيلية على مخيم طولكرم، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

تزعم إسرائيل أن هذين الشابين كانا يخططان لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل، وهما في طور إعادة بناد وهيكلة كتيبة طولكرم التي زعم الجيش أنها تأثرت سلبا بشكل كبير باغتيال قائدها أبو شجاع.

غيث وزاهي كانا معتقلين في السجون الإسرائيلية قبل سنوات، كان غيث في سجن الأشبال لأنه كان بعمر أقل من 18 سنة، وزاهي قضى أكثر من سنة في سجن عوفر، حسب ما قال جار للمقهى وشاهد عيان على القصف لبلينكس.

زاهي الذي يعرفه أهل المخيم بلقب "العوفي" اتهمه الجيش الإسرائيلي بأنه المسؤول الأول عن "توفير الأسلحة" لمسلحين فلسطينيين.

المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في منشور على إكس إن زاهي هو مسؤول عن تنفيذ عمليات في الضفة الغربية وإسرائيل مؤخرا، بما في ذلك تلك التي أدت إلى إصابة مدنيين إسرائيليين في مستوطنة قرب طولكرم.

معلومات الشاباك أفادت بأن زاهي وغيث كانا على وشك تنفيذ هجوم داخل إسرائيل، فجاء القرار بتنفيذ الضربة الجوية "فورا".

الشاب محمد زهرة الذي يسكن فوق المقهى قتل في الضربة، لم يفارق الحياة وحده، بل قتلت معه زوجته وطفلاه كرم وشام اللذان لم يدخلا المدرسة بعد. يقول شهود عيان لوسائل إعلام محلية إن أشلاء العائلة توزعت في المنزل المستهدف، بينما كان القصف أشد تأثيرا على المقهى حيث تواجد الشبان الآخرون.

مسحت عائلة محمد زهرة من السجل المدني وقالت إحدى الجارات لبيت محمد في مقابلة مع تلفزيون الفجر المحلي إن سكان المخيم عادة ما يسعون خلف إعادة الإعمار بعد أن يهدم أو يُفجر بيت ما، لكن بيت محمد لن يتم إعادة تعميره، فالعائلة قتلت، "ولا يوجد أحد يطالب بإعادة البناء".