"أبو الزندين" بين دمشق وأنقرة.. خطوة متعثرة على طريق التطبيع

"أبو الزندين" هو المعبر البري الوحيد الداخلي الذي يربط مناطق الحكومة السورية بتلك التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من أنقرة. وكانت محاولات فتحه قبل شهرين تزامنت مع تتالي المواقف والتحركات الرسمية التركية من أجل دفع دفة التطبيع مع الحكومة في دمشق للأمام، بناء على خريطة طريق جديدة.

ويوضح الصحافي المقيم في ريف حلب، معتز ناصر أن أسباب اتجاه محتجين لإغلاقه للمرة الثانية تذهب بعدة مسارات ويستعرضها في الآتي:

1. أنهم يرون فتح المعبر خطوة على طريق فرض التطبيع عليهم من طرف تركيا.
2. يرونه استفزازا من زاوية أن الجهة التي ستديره هي "الحكومة السورية المؤقتة".
3. "السكان في ريف حلب ساخطون جدا من الفساد وانعدام الفعالية والفوضى، وبنظرهم سببها الرئيسي هو رئيس الحكومة المؤقتة في المنطقة عبدالرحمن مصطفى"، وفق ناصر.

لم تقتصر سياسة المحتجين منذ أغسطس الماضي على إغلاق المعبر فحسب، بل بنوا بالقرب منه "خيمة اعتصام" للتأكيد على ما يقومون به.

ويقول صحافي من مدينة الباب، طلب عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، إن هؤلاء المحتجين ينقسمون ما بين جهات مدنية وأخرى عسكرية، جزء منها محسوب بالأصل على فصائل الجيش الوطني. ويضيف أن غياب الشفافية حول أسباب الفتح وآلية العبور والمنافع، هي الأساس وراء اتجاه المحتجين للمرة الثانية لإغلاق "أبو الزندين".

ومن جهته يشير الصحافي ناصر إلى اعتقاد لدى المحتجين بأن "المعبر سيتحول إلى نقطة إدخال مخدرات من مناطق سيطرة الحكومة السورية"، مضيفا أن الاعتقاد المذكور "مترسخ عند فئة كبيرة من سكان ريف حلب".

المواقف المتعلقة بفتح وإغلاق "أبو الزندين" كانت اقتصرت مؤخرا من جانب دمشق على ما تنشره وتتابعه وسائل الإعلام المقربة من الحكومة هناك. وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي لم تتعاط بالسلب أو الإيجاب مع ما يفرضه المحتجون على الأرض.

لكن الأتراك وقبل فتح المعبر لأول مرة في أغسطس الماضي، كانوا اجتمعوا مع فصائل تسمى الجيش الوطني في منطقة حوار كلس، وأكدوا عليهم على ضرورة إعادة تنشيط الحركة عبره.

وتابع الصحافي المقيم في مدينة الباب لبلينكس أن المسؤولين الأتراك يؤكدون دائما أيضا على ضرورة فتحه "لإعادة تنشيط الحركة التجارية".

ولا يعرف حتى الآن الشكل الذي ستكون عليه العلاقة بين أنقرة ودمشق في المرحلة المقبلة.

ورغم المواقف الإيجابية إلى حد ما التي صدرت من الطرفين مؤخرا، إلا أنهما ما يزالان عالقان عند نقطة انسحاب القوات التركية من شمال سوريا. وقبل خمس سنوات شهد "أبو الزندين" عبور البضائع والمدنيين أيضا.

كما أجرت فصائل المعارضة والحكومة السورية ومن خلاله عدة صفقات تبادل، برعاية الدول الراعية لمسار "أستانة".

وفي حين أن عملية فتحه لم تشهد أي اعتراض في السابق، وخاصة في 2019، يلعب عامل التوقيت الآن دورا أساسيا فيما يجري، وفق الصحافي ناصر. ويشير إلى حالة التزامن الحاصلة بين مساعي فتحه ومحاولات إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.