ملامح الرد الإيراني "المُعقد".. طهران تنتظر من أجل هاريس

أبلغت إيران دبلوماسيين عرب وأجانب بأنها اتخذت قرارها بالرد على إسرائيل، بشكل قوي ومعقد، دون أن تكشف عن تفاصيل عسكرية إضافية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويبدو أن إيران لا تكترث بالتحذيرات الأميركية، حيث قالت المصادر إنها تخطط لرد يتضمن رؤوس حربية أقوى، وأسلحة تشارك للمرة الأولى في الهجوم على إسرائيل.

وسبق لإيران أن وجهت ضربتين من قبل لإسرائيل، الأولى في ١٣ أبريل الماضي، والثانية في الأول من شهر أكتوبر المنصرم، وتلقت في المرتين ردا إسرائيليا، لكنها تريد أن توجه ضربة ثالثة مختلفة عن سابقتيها.

واعترفت إيران خلال الضربة الإسرائيلية الأخيرة بمقتل ٤ جنود من قوات الجيش، بالإضافة إلى مقتل مدني، لترتفع حصيلة القتلى إلى ٥ أشخاص، فضلا عن تدمير منشآت ومبان أخرى.

وبسبب سقوط عسكريين، قال المسؤولون الإيرانيون إن طهران أبلغت بعض الدبلوماسيين العرب بأن جيشها التقليدي سيشارك في "الرد المُعقد" على إسرائيل للانتقام لجنوده الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي.

وقال مسؤول للصحيفة الأميركية لم يُكشف عن اسمه، إن إيران حذرت بشكل خاص من "رد قوي ومعقد"، دون الكشف عن تفاصيله، ونوعية الأسلحة التي تنوي استخدامها.

وأعلن مسؤول إيراني أن جيش بلاده "بحاجة إلى الرد بعدما سقط قتلى في صفوفه"، مشيرا إلى إمكانية استخدام الأراضي العراقية لجزء من العملية.

وأشار المسؤول الإيراني وفقا للتقرير الأميركي إلى أن الرد سيكون "أكثر عدوانية من المرة الأخيرة"، مؤكدا أن الضربة المقبلة تستهدف منشآت عسكرية إسرائيلية.

قبل ذلك، أعلن المرشد الإيراني على خامنئي في كلمة له السبت ٢ نوفمبر، أن بلاده بصدد القيام برد "كاسر للأسنان" على إسرائيل، وفي اليوم التالي قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران لن تترك هجوم إسرائيل الأخير بلا رد، مشيرا إلى أن الرد الإيراني سيختلف في "النوع والكثافة".

وبعد مرور أكثر من أسبوع على تلقي إيران الضربة الإسرائيلية، التي وفقا للتقديرات من كل الأطراف، هي الضربة الأقوى في الصراع بين الطرفين، ما زالت طهران تتكتم على موعد الرد.

الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن طهران لا تريد التأثير على الانتخابات الأميركية، إذ يمكن للبعض أن يرى التصعيد المستمر في الشرق الأوسط والتهديد الإيراني لإسرائيل بحاجة إلى تدخل دونالد ترامب الذي قال إنه سينهي كل ذلك، فضلا عن موقفه الأكثر قوة وعداء ضد إيران.

ووفقا للاستخبارات الأميركية، تريد طهران فوز نائبة الرئيس الأميركي الحالي، كامالا هاريس في الانتخابات، لذلك ستمنحها فرصة خوض الانتخابات في هدوء بعيدا عن الأجواء الصاخبة في الشرق الأوسط التي ستشتعل مع الرد الإيراني الجديد.

وتقول التقديرات إن إيران ستنتظر انتهاء التصويت في الانتخابات الأميركية، لضمان عدم التأثير على الناخبين، ثم ستوجه ضربتها قبل تنصيب الرئيس الجديد.

لكن حصر الرد في الفترة ما بين انتهاء التصويت وتنصيب الرئيس الأميركي الجديد، يعني أن إيران أمامها قرابة الشهرين لتنفيذ ردها العسكري، إذ سيتسلم الرئيس الفائز بالانتخابات مهمته في يناير المُقبل.

أصرت الولايات المتحدة على تحذير إيران مرارا وتكرار من مغبة توجيه ضربات عسكرية أخرى لإسرائيل، وطالب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن تكون الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران هي نهاية التصعيد بين الطرفين.

وقالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" على إيران إذا هاجمت إسرائيل أو الأهداف الأميركية في المنطقة.

واتفقت ليندا مع بايدن، وقالت إن إيران يجب أن تنهي التصعيد مع إسرائيل عند هذا الحد، مشيرة إلى أن الرد الإيراني سيعقبه رد إسرائيلي في المقابل.

وتستعد الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل من الهجوم الإيراني المحتمل، حيث سيشارك جيشها في التصدي للصواريخ والمسيرات التي ستتجه نحو الأراضي الإسرائيلية.

وكان البنتاغون قد أعلن في شهر أكتوبر الماضي، وصول قوات أميركية إلى إسرائيل، لنشر وتشغيل منظومة الدفاع الجوي المتطورة "ثاد" ترقبا للرد الإيراني على الهجوم الأخير.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة ١ نوفمبر، إن الولايات المتحدة أرسلت العديد من الطائرات الحربية من طراز B-52 Stratofortress وطائرات التزود بالوقود والمدمرات البحرية إلى الشرق الأوسط.

وستكون أميركا في انتظار الهجوم الإيراني بتعزيزات الدفاع الجوي التي تنضم إلى ما لدى إسرائيل بالفعل، ما يجعل طهران في اختبار قوي لمحاولة اختراق كل هذه الدفاعات الأميركية-الإسرائيلية المتطورة وإصابة أهدافها.