أمام حشد جماهيري، وقف المرشد الإيراني علي خامنئي، ليتحدث في ذكرى مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، عن سوريا ليقول إن أي دولة تتخلى عن استقرارها ستكون عرضة للاحتلال مثلما يحدث في البلاد التي سقط فيها نظام الأسد في ديسمبر ٢٠٢٤.
وباستخدام لفظ يحمل ترجمتين "جولان" توعد خامنئي من "يصولون ويجولون اليوم سيداسون تحت أقدام المؤمنين"، إذ أن"جولان دادن" تعني بالفارسية يصول ويجول، وتقارب في العربية لفظ "الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام والذي يقود سوريا حاليا.
وفي حديث يسبق ذلك قال خامنئي إن على الشباب السوري الوقوف "بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفّذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن، وسيتغلب عليهم إن شاء الله".
ولكن في الوقت نفسه، استخدم وزير خارجية طهران، عباس عراقجي، منصة صحيفة "الشعب" باللغة الصينية للحديث عن أن "صناعة القرارات المتعلقة بمستقبل سوريا مسؤولية الشعب وحده.. من دون تدخل مدمّر أو وإملاءات خارجية".
ومن ناحية ثالثة، كان الحديث عن "مقاومة جديدة" ستظهر في سوريا لمواجهة إسرائيل بعد سقوط الأسد على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي اكبر أحمديان.
هذه التصريحات التي تتجه في اتجاهات تظهر مختلفة أو متضاربة لكنها ليست جذرية بحسب الباحث في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق.
ويشير فاروق في حديثه لبلينكس إلى أن السردية الإيرانية في الوقت الحالي تعمل على إظهار أنها تدعم سوريا كدولة وليس نظام الأسد بحكم أنها الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب طهران أثناء حرب العراق وإيران.
ويضيف فاروق أنه حتى الآن لا تبدو أن هناك استراتيجية واضحة للتعامل مع سوريا والسلطة الجديدة الحاكمة، ولذلك فالنظام الإيراني يربط بين مسألة سلوك الهيئة الجديدة تجاه بقية المكونات الوطنية في سوريا وموقفها من الانتهاكات لوحدة وسلامة الأراضي السورية، وتاليا هو يتعامل بصورة ما مشابهة مع طالبان.
ويحلل فاروق الموقف بالقول إن النظام الإيراني لا ينسى قتل جبهة النصرة، هيئة تحرير الشام، لقواته في سوريا، لكن ليس لديه مشكلة في التعامل بصورة براغماتية مع هذا النظام الجديد إذا حظي بقبول مجتمعي ودولي.