تكليف نواف سلام برئاسة حكومة لبنان بـ٨٤ صوتا
أعلن القصر الجمهوري، تكليف رئيس محكمة العدل الدولية، نواف سلام، لتأليف حكومة لبنان وذلك بعد أن حصل على ٨٤ صوتا.
ومن شأن اختيار سلام أن يمثل ضربة لحزب الله الذي أراد بقاء نجيب ميقاتي في المنصب، حسب رويترز.
ويشهد لبنان ساعات ضاغطة، الإثنين، وذلك في إطار الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية جوزيف عون لتسمية شخصية تتولى الحكومة اللبنانية الجديدة.
وكان عون بدأ الاستشارات، صباح الإثنين، في القصر الرئاسي، وقد انحصرت المنافسة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والقاضي نواف سلام.
ووفق إعلام محلي لبناني فإن سلام سيغادر لاهاي ليلا وسيصل صباح الثلاثاء إلى بيروت.
حزب الله يطلب التأجيل.. وعون يرفض
وبظل تقدم سلام على ميقاتي، تحرك حزب الله فورا، فطلب تأجيل الموعد المقرر لكتلته النيابية في قصر بعبدا، لكن رئيس الجمهورية رفض الطلب.
وقالت مصادر بلينكس إن حزب الله تواصل مع بري خلال ساعات الظهيرة وقد طلب منه البحث عن مخرجٍ لمسألة تسمية رئيس الحكومة وذلك بعدما تبين أن الأمور متجهة لتسمية سلام، وهي الشخصية التي يرفضها الحزب وبري، ويفضلان ميقاتي لتولي الحكومة.
أكد الخبير الدستوري سعيد مالك قال لبلينكس أن طلب تأجيل موعد حزب الله في القصر الجمهوري يشكل سابقة من نوعها، إذ لم يسبق أن حصل هذا الأمر في الماضي.
وقال مالك إنه يخشى أن يكون ما حصل رسالة إلى عون مفادها أن قرار تسهيل انطلاق الحكومة هو بيد حزب الله، وهو الأمر الذي حصل سابقا خلال جلسة تنصيب عون رئيسا حين عرقل الحزب وحركة الله انتخاب عون والانتظار لمدة ساعتين قبل التصويت له.
وكان قد أنهى رئيس الجمهورية اللبناني، جوزيف عون، الإثنين، الجولة الأولى من الاستشارات النيابية المُلزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة في البلاد، وذلك إثر انتخابه الخميس 6 يناير في البرلمان اللبناني بـ99 صوتا.
ما هي الاستشارات النيابية؟
الاستشارات النيابية بموجب الدستور اللبناني تعني قيام رئيس البلاد بالتشاور مع نواب البرلمان حول اسم رئيس الحكومة الجديد، وما يحصل هو أن هؤلاء هم الذين يختارون الأخير بناء لتوجهاتهم.
وفي نهاية المطاف يستند رئيس الجمهورية في تسميته لرئيس الحكومة الجديد إلى استشارته مع النواب وتصويتهم، ليقوم بتكليف الشخصية التي حازت على أعلى نسبة تأييد لتشكيل الحكومة.
ماذا في نتائج الجولة الأولى؟
الجولة الأولى للاستشارات بدأت عند الساعة الـ8 صباحا بتوقيت بيروت، وتوافد 21 نائبا من البرلمان من أصل 128 إلى قصر الرئاسة في منطقة بعبدا، وهناك التقوا برئيس الجمهورية حيث طرح كل نائب على الاسم الذي يريده لرئاسة الحكومة.
وانحصرت المنافسة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والقاضي نواف سلام الذي يترأس محكمة العدل الدولية منذ فبراير عام 2024.
وبحسب أرقام الجولة الأولى، فقد تقدّم سلام على ميقاتي فحاز على 12 صوتا فيما نال ميقاتي 7 أصوات.
في المقابل، امتنع نائبان وهما إلياس بوصعب وجميل السيد عن تسمية رئيس للحكومة، إلا أن السيد أعلن بعد لقائه عون أنه في حال تعادل ميقاتي وسلام بالأصوات، فإن تسميته ستكون لميقاتي.
متى ستبدأ الجولة الثانية؟
من المقرر أن يستكمل رئيس الجمهوريّة الجولة الثانية للاستشارات عند الساعة الـ2 ظهرا بتوقيت بيروت، حيث سيلتقي الكتل النيابية المختلفة، وفي نهايتها سيتمّ حسم اسم رئيس الحكومة الجديد تبعا لاستشارات النواب.
وفي نهاية هذه الاستشارات، يستدعي عون رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قصر بعبدا حيثُ سيتم التشاور في النتائج ليُصار بعد ذلك إلى إعلان اسم الشخصية المكلفة تشكيل الحكومة عبر مرسوم جمهوري رسمي يُذاع علنا بواسطة مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير.
خلال الساعات الماضية، شهد لبنان اتصالات سياسية متصاعدة باتجاه تكليف رئيس جديد للحكومة. وحتى ساعات مساء الأحد، كانت المنافسة قائمة بين 4 شخصيات وهي: نجيب ميقاتي، نواف سلام، إبراهيم منيمنة وفؤاد مخزومي.
وليلا، وإثر بروز اسم سلام بشكل كبير على صعيد السباق نحو رئاسة الحكومة، أعلن منيمنة ومخزومي انسحابهما لصالح سلام وذلك بعد اتصالات حصلت على صعيد قوى المعارضة التي تؤيد توليه الحكومة الجديدة.