"الهوس بترامب".. يغادر عالم السياسة إلى سرير الطب النفسي

يهدف مشروع القانون الذي اقترحه النواب الجمهوريون إلى إضافة "متلازمة هوس ترامب" بشكل محدد إلى تعريف الأمراض العقلية في ولاية مينيسوتا.

ويعرّف النص المصطلح بأنه "ظهور حاد لحالة من جنون الارتياب لدى أشخاص طبيعيين في العادة، كرد فعل على سياسات ورئاسة الرئيس دونالد ترامب".

وتشير تفاصيل الاقتراح إلى أن "الأعراض قد تشمل هستيريا عامة ناجمة عن ترامب، تؤدي إلى عدم القدرة على التمييز بين الاختلافات السياسية المشروعة وعلامات الاعتلال النفسي في سلوك الرئيس".

ورغم ذلك، من غير المرجح أن تتم الموافقة على المشروع نظرًا لانقسام السلطة التشريعية في الولاية، بحسب تقرير فوكس نيوز.

يجدر بالذكر أن "متلازمة هوس ترامب" ليست معترفًا بها كمرض عقلي في أي مكان، ويُعرّف المرض العقلي بشكل عام على أنه "اضطراب مدرج في قائمة التصنيفات التشخيصية".

وقد استخدم الرئيس ترامب ومؤيدوه مصطلح "متلازمة هوس ترامب" لانتقاد خصومهم السياسيين، معتبرين أن هؤلاء يعارضونه بشكل مهووس وغير عقلاني.

أصبح مصطلح "متلازمة اضطراب ترامب"، شائعًا في الخطاب السياسي الأمريكي، بعد صعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة لأول مرة عام 2016.

ظهر هذا المصطلح في الأوساط المحافظة لوصف المعارضة الشديدة له، والتي يرى أنصاره أنها غير عقلانية وتستند إلى كراهية شخصية أكثر من كونها خلافًا سياسيًا.

كان "الهوس بترامب" يُستخدم في البداية كأداة لاتهام معارضيه بالمبالغة في ردود أفعالهم تجاه سياساته. ويعكس استخدام المصطلح استراتيجية تهدف إلى التقليل من شأن الانتقادات الموجهة إلى ترامب، وتصويرها على أنها ناتجة عن حالة نفسية وليس عن اعتراض منطقي على سياساته.

لعبت وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا في نشر المصطلح وتعزيز الجدل حوله. ووفقًا لتقارير نشرتها واشنطن بوست ونيويورك تايمز، فإن التغطية الإعلامية المكثفة لترامب، سواء من قبل وسائل الإعلام الليبرالية أو المحافظة، ساهمت في زيادة الاستقطاب، وبالتالي انتشار هذا المصطلح.

واستخدمت بعض وسائل الإعلام الـTDS كأداة لانتقاد خصوم ترامب، بينما رفضته وسائل الإعلام الليبرالية باعتباره وسيلة لتشويه المعارضين.

يرى مؤيدو ترامب "الهوس" به يصف بشكل دقيق ما يعتبرونه ردود فعل غير متزنة من منتقديه، متهمين الإعلام الليبرالي بتضخيم أخطائه وتقديم صورة سلبية عنه بشكل مبالغ فيه.

من المثير أن مصطلح "متلازمة الهوس" بدأ يُستخدم بشكل واسع في السنوات الأخيرة للسخرية من منتقدي ترامب، لكنه صيغ لأول مرة عام 2003 من قبل المعلق السياسي الراحل تشارلز كراوتهامر لوصف "متلازمة هوس بوش"، التي كانت تشير إلى حالة مشابهة من الجنون المرتبط بسياسات الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش.

في عام 2003، صك الكاتب السياسي الراحل تشارلز كراوثامر مصطلح "متلازمة هوس بوش" (BDS) لوصف ما اعتبره عداءً غير عقلاني وغير مبرر تجاه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن. عرف كراوثامر المصطلح بـ "الظهور الحاد للبارانويا في الأشخاص العاديين ردًا على سياسات، أو رئاسة، أو حتى وجود جورج بوش".

ظهر المصطلح لأول مرة في مقال نشره كراوثامر في صحيفة واشنطن بوست، حيث وصف العداء ضد بوش، خاصة من قبل التيار اليساري الأميركي، بأنه تجاوز حدود الخلافات السياسية المشروعة ليصبح هجومًا شخصيًا مشوبًا بنظريات مؤامرة ضد الرئيس.

وكان يرى أن هذا النوع من العداء كان يرتكز على فرضيات غير منطقية وأحيانًا على تهجمات شخصية تتجاوز مجرد الاعتراض على السياسات.

شمل المصطلح مجموعة من السلوكيات والمواقف التي اعتبرها كراوثامر شديدة المبالغة وغير عقلانية مثل:

استخدم معارضو بوش الابن عددا من الأحداث الكبرى للتأكيد على هذا الهوس، مثل: