بعد كسر "حلقة النار".. بولتون يشرح لبلينكس احتمالية ضرب إيران
في وقتٍ تتصاعد التوترات الإقليمية، يبرز الحديث مجددا عن إيران وما يُعرف بـ"استراتيجية حلقة النار" التي قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، جون بولتون، إنها أُطلقت عبر "وكلاء طهران" وبرنامجها النووي، لكنها لم تُحقق أهدافها.
في مقابلة مع بلينكس، أشار بولتون إلى أن النظام الإيراني بات في أضعف حالاته منذ عام 1979، مرجّحا أن تكون هذه اللحظة فرصة للتحرك ضد برنامج إيران النووي، إما عبر تغيير النظام أو عبر عمل عسكري.
من الحوثيين إلى غزة وسوريا وصولا إلى العلاقات الأميركية الروسية، يشرح بولتون رؤيته لمآلات الصراع، ويكشف عن موقفه من إدارة ترامب التي عمل في ظلها، ويُقدّم تصورا لِما يمكن أن يحدث في حال استمرت المواجهات على حالها.
فما الذي قاله بولتون بالتحديد عن احتمال توجيه ضربة لإيران؟ وهل بات مصير قطاع غزة مرتبطًا بخيارات إقليمية تتجاوز حدوده؟ وما موقفه من الحكام الجدد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟ الإجابات الكاملة في هذا الحوار الحصري.
"حلقة النار" لم تنجح.. وبداية تفكك المحور الإيراني
قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، جون بولتون، إن استراتيجية "حلقة النار" التي أطلقتها إيران عبر وكلائها في المنطقة وبرنامجها النووي قد فشلت، وإن النظام الإيراني أضعف من أي وقت مضى منذ عام 1979.
وفي مقابلة مع بلينكس، أوضح بولتون أن إيران لا تزال تشكل تهديدا عالميا عبر مشروعها النووي، مؤكدا الحاجة إلى "تغيير النظام أو عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني"، واصفا ذلك بأنه "تهديد حقيقي على مستوى العالم".
وصرح "لقد قلت منذ عقود إننا نحتاج إما إلى تغيير النظام في إيران أو إلى عمل عسكري ضد برنامجها للأسلحة النووية. إنه تهديد حقيقي على مستوى العالم، وقد تكون هذه هي الفرصة للقيام بذلك".
وعن إمكانية تنفيذ ضربة إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، قال بولتون: "لو شنت إسرائيل هجوما، فسيُظهر ذلك أن السعي لامتلاك أسلحة نووية هو مضيعة للوقت".
واعتبر أن ذلك "لن يُلحق الضرر بالشعب الإيراني أو باقتصاده"، مضيفا: "لا أعتقد أن إيران ستكون قادرة على الرد بشكل فعّال، فإسرائيل ستقضي على ما تبقى من قدرات إيران الصاروخية".
وأضاف: "الحوثيون الآن يتعرضون لهجمات أميركية أقوى، بسبب تهديد حرية الملاحة البحرية، وهو مبدأ أساسي في الأمن القومي الأميركي".
وتابع: "إسرائيل فرضت كلفة كبيرة على حماس وحزب الله، ولم تهزمهما بالكامل، لكنها أضعفتهما بشكل كبير. نظام الأسد سقط، وإيران تكبدت أضرارا كبيرة".
غزة بين الأنفاق والمستقبل الغامض
وفيما يخص الحرب في غزة، أشار بولتون إلى أن "حماس لا تزال تحتفظ بقدرات عسكرية، كما رأينا في الهجوم الصاروخي الأخير على تل أبيب".
ولفت إلى أن "شبكة الأنفاق المعقدة والواسعة تحت الأرض تُخفي الكثير من أصول حماس".
ورأى أن "سكان غزة لن يكون لديهم مستقبل مشرق طالما أن حماس لا تزال موجودة"، معتبرا أن "قطاع غزة غير قابل للحياة اقتصاديا".
وفي ما يتعلق بالأرقام المرتفعة للضحايا المدنيين في غزة، اعتبر بولتون أن "الإحصاءات تأتي من حماس نفسها، وهي مصدر غير موثوق"، مشيرا إلى أن "خبراء من الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت راقبوا الحملة الإسرائيلية ووجدوا أن أداء إسرائيل كان مطابقًا أو أفضل من أداء الجيش الأميركي في القتال الحضري".
وأضاف: "حماس تستخدم سكان غزة كدروع بشرية، وهي ترتكب الإرهاب ليس فقط ضد الإسرائيليين، بل ضد شعبها أيضا"، حسب وصفه.
سوريا بعد الأسد: شكوك ومطالب بالمحاسبة
وحول مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وصف بولتون ذلك بأنه "هزيمة كبرى لإيران"، لكنه أبدى شكوكه حيال نيات الحكام الجدد الذين وصفهم بأنهم "كانوا فرعا من تنظيم القاعدة، وعليهم أن يثبتوا تخليهم عن هذه الخلفية"، حسب وصفه.
وقال: "لنبدأ بكشف مصير الرهائن، والتخلي عن برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية".
وأشار بولتون إلى أن "هناك بعض التطورات الإيجابية التي تم التوسط لها جزئيًا من قبل الجيش الأميركي مع قوات سوريا الديمقراطية وربما أيضًا مع الجيش السوري الحر"، مضيفًا: "لكن الصورة العامة لا تزال غير واضحة، ولا يمكنني الجزم".
روسيا وترامب.. علاقة "غير سليمة"
وفي الملف الروسي، قال بولتون إن "ترامب ارتكب خطأ فادحا بتحويل دعم الولايات المتحدة من أوكرانيا إلى روسيا"، مشددا على أن "روسيا هي من شنت عدوانا غير مبرر على أوكرانيا، التي تقاتل من أجل حريتها واستقلالها".
وفي حديثه عن ترامب، وصف بولتون طريقة تفكيره بأنها "تفتقر إلى الاستراتيجية"، مضيفا: "هو لا يفكر بطريقة فلسفية أو استراتيجية، ولا يفهم السياسة الخارجية أو المخاطر والتحديات، ويظن أن العلاقات الشخصية هي كل شيء"، وفق ما يعتبر بولتون.
وتابع: "لا أعتقد أن ترامب يشكل تهديدًا وجوديًا للدستور الأميركي أو للديمقراطية، لكنه قد يُلحق ضررًا كبيرًا بعلاقاتنا مع الحلفاء، خاصة الناتو".