خلف الكواليس.. من هو "مجتبى" نجل المرشد الإيراني؟
يُعد مجتبى خامنئي من أكثر الشخصيات نفوذا في المؤسسة الدينية الإيرانية التي يرأسها والده، المرشد الإيراني علي خامنئي، ومن بين الرموز الذين ينظر إليهم كمرشحين محتملين لخلافته في قيادة البلاد.
مجتبى، رجل دين متوسط الرتبة، درس على يد رجال دين محافظين في حوزة قم، وهو محافظ ذو علاقات وثيقة بالحرس الثوري، القوة المكلفة بحماية البلاد التي يقودها خامنئي منذ عام 1989.
وُلد مجتبى عام 1969 في مدينة مشهد، ونشأ في كنف والده الذي كان يُساعد في قيادة المعارضة ضد الشاه، وشارك في شبابه في الحرب الإيرانية العراقية.
يحمل مجتبى، 55 عاما، رتبة حجة الإسلام، ولم يشغل منصبا رسميا في حكومة إيران قط، بل مارس نفوذه خلف الكواليس بصفته حارسا لوالده، وفقا لمراقبين للشأن الإيراني تحدثوا لوكالة رويترز.
لطالما كان دوره موضع جدل في إيران، حيث يرفض المنتقدون أي إشارة إلى سياسات أسرية في بلد أطاح بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979. وقد أبدى خامنئي نفسه معارضته لفكرة الخلافة الأسرية.
فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مجتبى عام 2019، قائلة إنه يمثل خامنئي "بصفة رسمية رغم أنه لم يُنتخب أو يُعين في منصب حكومي" باستثناء عمله في مكتب والده.
وأفاد الموقع الإلكتروني للوزارة بأن خامنئي فوض بعض مسؤولياته إلى مجتبى، الذي قالت إنه يعمل بشكل وثيق مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري والباسيج، وهي قوة مسلحة عقائدية تتبع الحرس الثوري، "لتعزيز طموحات والده الإقليمية المزعزعة للاستقرار وأهدافه القمعية في الداخل".
وقالت مصادر لرويترز إنه على مدى العشرين عاما الماضية، بنى مجتبى علاقات وثيقة مع الحرس الثوري، مما منحه نفوذا إضافيا في الجهازين السياسي والأمني.
أفادت برقية دبلوماسية أميركية كُتبت عام 2007 ونشرتها ويكيليكس بأن ثلاثة مصادر إيرانية وصفت مجتبى بأنه الطريق للوصول إلى خامنئي.
ووقف مجتبى في وجه المعسكر الإصلاحي الإيراني الذي يفضل التعاون مع الغرب، والذي جسدته شخصيات مثل الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني.
كان مجتبى هدفا لغضب المتظاهرين في المظاهرات منذ عام 2009، وخاصة خلال أشهر الاضطرابات التي اجتاحت إيران على خلفية وفاة شابة أثناء احتجازها لدى الشرطة عام 2022، بعد اعتقالها بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة.
ظهر في تجمعات مؤيدة للنظام، لكنه نادرا ما تحدث أمام الجماهير. وفي العام الماضي، انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع أعلن فيه تعليق دروس الفقه الإسلامي التي كان يُدرسها في قم، مما أثار تكهنات بشأن الأسباب.
ويقول منتقدون إن مجتبى يفتقر إلى المؤهلات الدينية اللازمة لمنصب الزعيم الأعلى إذ إن رتبة حجة الإسلام أدنى درجة من مرتبة آية الله، التي بلغها والده والخميني، مؤسس النظام الحالي.
لكنه لا يزال في الصورة، خاصة بعد وفاة مرشح بارز آخر لهذا المنصب هو الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية عام 2024.
وكان يُعتقد على نطاق واسع أن مجتبى وراء الصعود المفاجئ للمتشدد محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2005. وكتب مهدي كروبي، رجل الدين الإصلاحي الذي ترشح في انتخابات 2005، رسالة إلى خامنئي آنذاك يعترض فيها على ما زعم أنه دور مجتبى في دعم أحمدي نجاد.
كما دعم مجتبى أحمدي نجاد عام 2009 عندما ترشح مجددا وفاز بولاية ثانية في انتخابات متنازع عليها أسفرت عن احتجاجات مناهضة للحكومة قمعتها قوات الباسيج وقوات الأمن الأخرى بعنف.
زوجة مجتبى هي ابنة أحد من أبرز المتشددين، وهو الرئيس السابق للبرلمان غلام علي حداد عادل.