"مدفن شرعي".. ليلة غرق كفرشيما برائحة الجثث المتحللة

أثار وجود مدفن داخل منزل محصن بالكاميرات استغراب الرأي العام بشكل كبير، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.

يفيد أحد سكان المنطقة، الذي يفضل عدم الكشف عن اسمه، أن العائلة المقيمة في هذا المنزل اشتهرت بدفن موتاها داخله على مر السنين، وهي موضوعة داخل توابيت خشبية، بعضها تحلل مع مرور الزمن.

المثير للاهتمام هو أن دفن الجثث داخل المنازل ليس مخالفا للقانون اللبناني، وفقا لما يؤكد مصدر أمني لبلينكس. ويوضح المصدر أن الدفن يكون قانونيا بشرط أن يتم بطريقة سليمة وشرعية، خالية من أي جرائم قتل.

وأضاف أن هناك عائلات عدة في لبنان تلجأ إلى دفن موتاها في المنازل، شريطة أن يتم الدفن وفقا للشروط الصحية اللازمة لتفادي أي إزعاج لجيران المنزل من الروائح.

في هذا السياق، يرجح رئيس بلدية كفرشيما، وسيم راجي، أن هذه قد لا تكون المرة الأولى التي تُدفن فيها الجثث في هذا المنزل. إذ شاع في المنطقة أن عائلة الفتى المتهمة، استخدمت حديقة المنزل لهذا الغرض.

بعدما ألقت القوى الأمنية القبض على أحد الشقيقين المشتبه بهما، وهو خريستو الفتى، وانتشرت أخبار عن تواري شقيقه إلياس عن الأنظار، اعترف خريستو بأن شقيقه توفي منذ نحو الأسبوعين.

بدوره، أكد المصدر الأمني وفاة إلياس بعد أن عثر عليه مدفونا داخل المنزل. وأشار المصدر إلى أن تقرير الطبيب الشرعي كشف أن وفاة إلياس كانت طبيعية، ولا يوجد أي دليل على وجود جريمة قتل.

وحالة الجثث الخمس الأخرى مماثلة، حيث لا توجد حتى الآن أدلة على وجود جرائم قتل أو قتل متعمد، وفقا للمصدر الأمني.

مع ذلك، ما زالت التحقيقات جارية لمعرفة هوية الأشخاص المتوفين، وهو ما قد يستغرق بعض الأيام. ومن المرجح أن تعود هذه الجثث لعائلة خريستو، التي تتكون من والده وشقيقتيه و3 إخوة آخرين.

بعد الصدمة التي أصابت بلدة حارة الدير في قضاء بعبدا، بدأ البعض في تذكر روايات القاتل المتسلسل. إلا أن رئيس بلدية كفرشيما، وسيم راجي، أكد أنه لم تُسجل أي شكاوى تتعلق بحالات اختفاء أو قتل لأهالي البلدة على الإطلاق. حتى أن بعض السكان تفادوا المرور من طريق المنزل تحسبا وخوفا.

توالت الشكاوى من أهالي بلدة حارة الدير إلى البلدية ومخفر المنطقة على مر السنين، كما أفاد راجي لبلينكس. وكانت الشكاوى تتعلق بالاعتداءات التي ارتكبها خريستو وشقيقه إلياس ضد المارة، والتي شملت إطلاق الرصاص ورمي الحجارة.

أما التحرك السريع لمخابرات الجيش في ليلة الثلاثاء 13 أغسطس، فقد جاء نتيجة تراكم الشكاوى والروائح الكريهة التي فاحت من داخل المنزل، إذ انتشرت رائحة التعفن والحشرات بسبب تحلل الجثث وعدم دفنها بشكل سليم.

عادة ما كان محافظ جبل لبنان يحيل الشكاوى إلى النيابة العامة التمييزية، لكن راجي اعتقد أن الأهالي تجنبوا تقديم شكاوى جديدة ضد عائلة الفتى خوفا من بلبلة أو ردود فعل عدائية.

وبعد عملية المداهمة، ما زالت أم خريستو وإلياس التسعينية، داخل المنزل، الذي لم يُقفل بالشمع الأحمر. ويمكن لأي شخص الاقتراب من المنزل والدخول إليه والتصوير بداخله، وهو أمر مستغرب في ظل استمرار التحقيقات بشأن الجثث المدفونة في الطابق السفلي.