ماذا يريد "الحشد" من اقتحامه حقلا نفطيا بإقليم كردستان؟

بحسب مصدر عسكري كردي، فقد وصلت في تمام الساعة 4:30 من فجر الأحد، قوة كبيرة من الحشد الشعبي، تتكون من 100 مدرّعة وعربة عسكرية، إلى منطقة كولاجو، في منطقة الفراغ الأمني التابعة للواء الخامس مشاة، في كرميان التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، واستولت على آبار نفط عدة.

وذكر المصدر لمراسل بلينكس أن قوات الحشد الشعبي أنشأت قواعد عسكرية قرب آبار النفط في كولاجو، دون أن يقع أي احتكاك بينها وبين قوات البيشمركة، إلى أن انسحبوا من المنطقة بعد ساعات عدة، وعقب اتصالات سياسية مكثّفة جرت بين أطراف سياسية في إقليم كردستان والعاصمة بغداد.

في المقابل، قال قائد عمليات الحشد الشعبي، طالب الموسوي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية كردية، إن وجود الحشد في المنطقة جاء بناء على معلومات استخباراتية من طائرات مسيرة تابعة، أفادت بوجود مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، و"العملية جرت بالتنسيق مع قوات البيشمركة".

المحلل السياسي الكردي، دلشاد أنور، قال في تصريح لوسائل الإعلام، إن ما حدث قد يبدو مسألة عابرة، إلا أنه يحمل في طياته رسائل خطيرة.

وأوضح أن الحقول النفطية المعنية شحيحة الإنتاج، ولا تحمل أهمية للإقليم، من ناحية طرحها للاستثمار.

ووفق تصريح دلشاد أنور، فإن الاقتحام يُفسّر بنقطتين:

• إما تحذير لحكومة بغداد.

• وإما رسالة حول مستقبل الصراع على النفط بالمنطقة.

من جهته، أكد شوان كلاري، عضو مجلس النواب العراقي، عن الديمقراطي الكردستاني، غريم الاتحاد الوطني في الإقليم، أن وصول قوة من الحشد الشعبي إلى ناحية كولاجو في كرميان، يعد أمرا مشبوها، ويمثّل اعتداءً يستدعي إجراء تحقيق عاجل في الحادثة.

كلاري، في مقابلة مع موقع كردي، قال إن "إرسال قوة من الحشد الشعبي إلى ناحية كولاجو، في إدارة كرميان المستقلة، يعد اعتداءً ويميل إلى أن يكون محاولة احتلال".

قضاء كفري، التي شهدت الواقعة، تابعة لمحافظة ديالى، لكنها تخضع لسلطة الاتحاد الوطني الكردستاني، وهي ضمن إدارة منطقة كرميان، ومن ضمن المناطق المتنازع عليها، والتي يقول إقليم كردستان إنها مناطق كردية تابعة له، بينما تقول الحكومة المركزية والحكومات المحلية إنها مختلطة وتقع خارج الإقليم، وتقع تلك المناطق بمحاذاة الإقليم ومحافظات كركوك، وديالى ونينوى.

ويعد الاتحاد الوطني، الذي يتمركز في السليمانية، الأقرب إلى قادة الإطار التنسيقي في بغداد، وحليف لهم في مواجهة غريمه التقليدي الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما يتهم الأخير الاتحاد الوطني بأنه هو من أسهم بدخول القوات المركزية إلى كركوك في عام 2017، بعد انسحاب قوات البيشمركة، التابعة له، من دون مقاومة.