"القطط الساحرة".. مصيدة إيران لكشف جواسيس خصومها

شركة مانديانت الأميركية للأمن الإلكتروني، التابعة لشركة ألفابت المالكة لغوغل، كشفت تفاصيل خطة شبكت إيران السرية والمعروفة باسم APT42 أو "القطط الساحرة".

يؤكد تقرير الشركة أن إيران تعمل بهذا النمط منذ ٢٠١٧، مشيرة إلى أن الجواسيس استخدموا شبكة من المواقع الإلكترونية التي تنتحل صفة شركات موارد بشرية للتلاعب بالأشخاص المستهدفين من المتحدثين باللغة الفارسية.

الترويج لعملية "التوظيف الوهمية" ركزت على مواقع إكس، و تلغرام، و يوتيوب، ومنصة فيراستي الشهيرة في إيران.

المجموعة التجسسية الإيرانية نفسها، كشفها تقرير لشركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام، وواتساب، الجمعة ٢٣ أغسطس، أكد أن المجموعة المعروفة أيضا باسم APT42، حاولت اختراق حسابات حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية، دونالد ترامب، والرئيس الأميركي جو بايدن.

الهدف من الإختراق كان تسجيل المكالمات، والتسلل إلى الرسائل النصية، وتشغيل الكاميرات والميكروفونات، من دون معرفة صاحب الهاتف.

مواقع التوظيف الوهمية أعلنت عن الحاجة لأفراد لديهم خلفية أو خبرة في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، فضلاً عن "الموظفين والضباط في أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية"، في حين عرضت أجورا "ممتازة" ووعدت بحماية خصوصية المتقدمين للوظائف، بحسب موقع سايبرسكوب المختص في تتبع ونشر أخبار الهجمات السيبرانية.

باستخدام صورة لتل أبيب، يظهر إعلان باللغة الفارسية يقول: "نبحث عن الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في العمل بمجال المعلومات والأمن أو المنظمات ذات الصلة"، مع شروط تقدم للوظيفة.

"الإعلان المصيدة" أكد على احترام خصوصية البيانات، لكنه قدّم استمارة يطلب فيها من الهدف إدخال اسمه ورقم هاتفه ومحل سكنه وبريده الإلكتروني، وهي بيانات كافية جدا لتحديد هوية "الجاسوس المحتمل".

وفي منشور تشجيعي على إكس، يظهر إعلان يحمل صورا لعناصر من الجيش الإسرائيلي ليؤكد أن شركة التوظيف نجحت في ضم المئات من المتخصصين، بهدف إضفاء المزيد من الثقة، وتشجيع الضحايا للتقديم على الوظيفة.

إعلان ثالث لإحدى شركات التوظيف الإيرانية، حمل صورا لإسرائيليات فاتنات مع رابط للتقديم على الوظيفة، وفي التعليقات يظهر شخص يدعى أنه تقدم بالفعل للوظيفة وحصل عليها، لإضافة المزيد من المصداقية على الإعلان.

تقرير غوغل، أشار إلى محاولات اختراق شخصيات ومنظمات رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، بمن في ذلك مسؤولون حكوميون وحملات انتخابية، من خلال القراصنة الإيرانيين المرتبطين بالحرس الثوري.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه حملة كامالا هاريس، تعرضها لهجوم من قراصنة إلكترونيين أجانب، وذلك بعد أيام من تأكيد حملة دونالد ترامب تعرضها لاختراق من قبل إيران. كما كشفت شركة غوغل أنها تواصل رصد محاولات لاختراق حسابات شخصية لأفراد مرتبطين بالرئيس جو بايدن.

وأشارت غوغل إلى أنها أحبطت محاولات من مجموعة القرصنة الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري، لاختراق حملتي بايدن وترامب عام 2020.

ووفقاً للتقرير، شملت قائمة أهداف مجموعة القرصنة الإيرانية في مايو ويونيو 2024 محاولات لاختراق حسابات البريد الإلكتروني الشخصية لنحو 10 أشخاص مقربين من بايدن وترامب، إلا أن شركة غوغل تمكنت من إحباطها.

وذكرت غوغل أيضا أن المجموعة اخترقت حساب "Gmail" شخصي لمستشار سياسي مؤثر.

الأسبوع الماضي، حجبت شركة ميتا عددا من الحسابات عبر تطبيق واتساب تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية استهدفت مقربين من بايدن أو ترامب.

وكشف التحقيق أن هذا النشاط جاء عبر مجموعة "القطط الساحرة" التي استهدفت مدافعين عن حقوق الإنسان في إيران وإسرائيل، وسياسيين في الولايات المتحدة، وباحثين وصحافيين متخصصين بالشأن الإيراني حول العالم، بحسب فرانس برس.

وتعمل مجموعة القرصنة من خلال جمع معلومات عن الأهداف ووضع خطط "تصيّد" لخداع الضحايا من أجل الكشف عن كلمات المرور الخاصة بحساباتهم مثل البريد الإلكتروني "Gmail".

على سبيل المثال، يتظاهر القراصنة بأنهم مؤسسة أبحاث أو جهة اتصال موثوقة لجذب الضحايا إلى عقد اجتماعات فيديو مزيفة، حيث تكون هناك حاجة إلى استخدام كلمات المرور لتسجيل الدخول للمشاركة.

وبينما لا تخلو جعبة القراصنة من تقنيات كثيرة للاختراق، إلا أن البعض منهم يختار أساليب "الهندسة الاجتماعية" التي تدفع الضحية للنقر على رابط مفخخ أو تسجيل الدخول إلى نسخة طبق الأصل عن صفحة ويب حقيقية.