"هجمات بلا رصاص".. تاريخ إسرائيل مع "التدمير عن بُعد"

• محمود همشري

في عام 1972، وبعد مقتل 11 رياضيا إسرائيليا في أولمبياد ميونيخ، بدأت إسرائيل تنفيذ سلسلة من عمليات الانتقام، وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز. وكان محمود همشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، واحدا من الأهداف الرئيسية.

زرع عملاء الموساد متفجرات في قاعدة الهاتف الأرضي في شقته، حيث تم تبديل القاعدة الأصلية بأخرى محملة بالمتفجرات.

في 8 ديسمبر من ذلك العام، عندما التقط همشري سماعة الهاتف للرد على مكالمة، تم تفجير الشحنة عن بُعد، ليفقد همشري ساقه، قبل أن يلقى حتفه لاحقا متأثرا بجروحه.

• يحيى عياش

بسبب مسؤوليته عن عدد من الهجمات التي أودت بحياة العديد من الإسرائيليين، كان يحيى عياش، أحد أهم صناع المتفجرات في حماس، والمطلوب الأول لدى الموساد.

في عام 1996، تمكنت وحدة الاستخبارات الإسرائيلية من التلاعب في هاتف محمول من طراز "موتورولا ألفا" تم تهريبه إلى غزة عبر متعاون فلسطيني.

احتوى الهاتف على نحو 50 غراما من المتفجرات، والتي كانت كافية لقتل أي شخص يحمل الهاتف بالقرب من أذنه. في 5 يناير 1996، حين تلقى عياش مكالمة من والده عبر الهاتف المفخخ، تم تفجير الشحنة وتوفي على الفور.

في عام 2012، أكدت الولايات المتحدة أنها طورت بشراكة مع إسرائيل سلاحا سيبرانيا متقدما يُعرف باسم "ستكسنت"، Stuxnet، واستخدمته لإبطاء برنامج إيران النووي من خلال تخريب بنيته التحتية عن بُعد دون الحاجة إلى تدخل مادي مباشر، حسب ما كشفت صحيفة واشنطن بوست.

ستكسنت عبارة عن دودة حاسوبية تسببت في تدمير معدات حيوية، ويذكر موقع كاسبرسكي لاب، المتخصص في أمن الحواسيب، خسائر من بينها:

• تدمير ما يقرب من 5 أجهزة طرد مركزي داخل مفاعل نطنز النووي الإيراني.
• إصابة أكثر من 200 ألف جهاز كمبيوتر داخل إيران.

اخترقت الدودة هذه، الأنظمة الأمنية السيبرانية وأدت إلى إحداث خلل في عمل أجهزة الطرد المركزي عن طريق تغيير سرعتها وإلحاق أضرار مادية بها. هذا التعطيل أدى إلى تأخير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وتسبب في إعاقة برنامجها النووي.

في ديسمبر 2023، تعرضت نحو 70% من محطات الوقود في إيران لتعطيل خدماتها بسبب هجوم سيبراني واسع نفذته مجموعة تسمى "العصفور المفترس" Predatory Sparrow، وفقا لمجلة تايم.

هذه المجموعة، التي يُعتقد أن لها صلة بإسرائيل وفقا لموقع وايرد التكنولوجي المتخصص، أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت أيضا شبكات السكك الحديدية ومصانع الحديد في إيران.

كما زعمت المجموعة أنها تمكنت من الوصول إلى أنظمة الدفع في محطات الوقود المتضررة، بالإضافة إلى الخادم المركزي ونظام الإدارة لكل محطة.

عبر حسابها على منصة إكس، أعلنت المجموعة أنها نفذت الهجوم ردا على هجمات سابقة لإيران وحلفائها في المنطقة. وأكدت أنها أرسلت تحذيرات لخدمات الطوارئ في جميع أنحاء البلاد قبل بدء العملية مع تجنب تعطيل بعض المحطات لأسباب إنسانية.