أطفال مصر وSummer Camps.. خيار رغم التكلفة العالية

لجوء أسرة آية وأسر كثيرة للأكاديميات الرياضية المنتسبة للقطاع الخاص، يأتي بسبب تراجع أعداد الأندية الرياضية بنسبة 16% خلال السنوات الماضية، فيما لم يرتفع عدد مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضية سوى 3.9% خلال 15 عاماً.

هذه المعدلات لا تتناسب مع عدد الأطفال والمراهقين المصريين البالغ عددهم 41 مليون شخص دون سن 18 سنة بنهاية 2021، حيث يبلغ عدد الأندية الرياضية 791 ناد فقط، بينما يصل عدد مراكز الشباب إلى 4449 مركزا على مستوى الدولة.

"مراكز الشباب موجودة وبإمكانيات معقولة لكنها غير فاعلة، والأندية أسعار اشتراكاتها غالية جداً بالنسبة لمتوسط دخل الأُسر"، يقول محمد الأشقر، مدرب منتخب مصر للشباب في رياضة الكاراتيه، وصاحب أحد المعسكرات الخاصة لتعليم الكاراتيه.

يشير الأشقر في حديثه مع بلينكس إلى عدم تناسب عدد الأطفال مع عدد المؤسسات المعنية بالرياضة في مصر، وهو ما أنعش مشروعات الأكاديميات الرياضية الخاصة لتعليم الألعاب المختلفة خلال العطلات الصيفية.

يبلغ متوسط تكلفة الشهر الواحد بمعسكرات الصيف الرياضية في الأكاديميات الخاصة، نحو 1000 جنيه (21 دولارا) للطفل كرسوم تعلم لعبة واحدة، وهي التكلفة التي تعادل نحو 16% من الحد الأدنى للأجور في مصر، والذي رفعته الحكومة المصرية مؤخرًا إلى 6 آلاف جنيه (127 دولارا).

"التكلفة حسب اللعبة وحسب مدة الاشتراك ومستويات المدربين"، تقول آية بناءً على دراستها لسوق معسكرات الصيف الرياضية.

وتوضح الأم لثلاثة أطفال، أن السباحة وكرة القدم على سبيل المثال، تكلفتها أعلى من الألعاب القتالية بسبب ارتفاع تكلفة تقديم خدمات التدريب في الأولى، مقارنة بالألعاب الأخرى، بالإضافة إلى الإقبال على لعبتي السباحة وكرة القدم أكثر من غيرهما من قبيل التعلم والتسلية في الوقت نفسه.

تلفت آية إلى أن تكلفة معسكرات الصيف الرياضية تعتبر عبئا ثقيلا على الأسر التي لديها أكثر من طفل، مثلما هو حالها.

"ما بنصدق نخلص من أقساط المدرسة والدروس الخصوصية، بنلاقي بند جديد للتمارين في الصيف وأحياناً نعلم الطفل الرياضة اللي بيحبها والرياضة اللي بنشوفها ضرورية لأمانه الشخصي زي السباحة"، يقول المحاسب أحمد علي، وهو أب لطفلين.

يوضح علي قائلاً أن بعض الأسر تعلم أطفالها أكثر من رياضة فتصبح التكلفة مضاعفة، وخصوصاً في ظل تراجع عدد الأندية وارتفاع أسعار الاشتراكات فيها.

"انتشرت معسكرات الصيف الرياضية بشكل واسع خلال العشر سنين اللي فاتت"، يقول مدرب الكاراتيه محمد الأشقر، موضحًا أن وعي الأسر المصرية بمخاطر التكنولوجيا على الأطفال مثل الـgames والـsocial media وغيرها دفع العديد من الأسر للبحث عن بدائل تخفف من ارتباط الأطفال بالأجهزة الإلكترونية.

برأي الأشقر فالرياضة هي البديل الأنسب، وهو ما خلق طلبا واسعا على الألعاب الرياضية خلال السنوات الماضية، في ظل عدم تمكن المؤسسات العامة مثل مراكز الشباب والأندية من مواكبته.

يقول الأشقر "من هنا نشأ بيزنس الأكاديميات الرياضية الخاصة، التي تعمل طوال العام ولكنها تنتعش في العطلة الصيفية"، مؤكداً عدم وجود إحصائية رسمية بعدد المعسكرات الرياضية من هذا النوع، نظراً لتعدد جهات الترخيص لهذه المعسكرات.