أثناء جلوسه على المقهى في دمشق، يقول مهند الكاطع البالغ 42 عاما عن الحديث في السياسة مع أصدقائه "كان هذا من المحظورات قبل ذلك، نحن نعيش حلما الآن، هذه أول مرة في حياتي أستطيع الكلام دون خوف من عيون المخبرين وآذانهم".
وعلى الطاولات المجاورة، ترتفع النقاشات السياسية التي باتت رائجة في مقاهي دمشق الأخرى، وهو الأمر الذي كان قبل سقوط نظام بشار الأسد، ضربا من الخيال.
ويضيف الكاطع، أثناء احتساء الشاي الساخن في مقهى الروضة بدمشق "المناخ السياسي الجديد كان محظورا في زمن النظام السابق"، ويسترجع الكاطع لحظات نادرة من ذاكرته: "شهدنا انفتاحا نسبيا في مرحلة ربيع دمشق لكنها تلاشت سريعا".
وشهدت سوريا انفتاحا سياسيا عام 2000، عندما تولى بشار السلطة خلفا لوالده حافظ، وسُمح بالمنتديات السياسية التي تطالب بإصلاحات، لكن الأمر لم يدم كثيرا، واستمر فقط بضعة أشهر، وعاد بعدها بشار ليكمل مسيرة والده.
وعن مخاوف الأحاديث السياسية بالمقاهي، يقول مهنّد: "كان المخبرون هنا في كل مكان، النادل في المقهى الذي يحضر لك النارجيلة كان يمكن أن يكون مخبرا يتلصص عليك".
وينهي الكاطع: "الحياة السياسية في سوريا كانت تنحصر في الاجتماعات السرية، في بلد يقول كل أبنائه مقولة الجدران لها آذان، فالسوريين لا يمكن أن يقبلوا بعودة الاستبداد والظلامية مجددا".