"اللاعبة حامل".. المصرية ندى حافظ تثير الجدل في باريس

ندى لم تكن تخوض نزالات دورة باريس بمفردها، فقد كانت تشارك هي وطفلها ضد المنافسين، في تحالف منحها الفوز في مفاجأة ضخمة في دور الـ32 على المصنفة السابعة عالميا، الأميركية إليزابيث تاركوفسكي.

وفازت ندى على نظيرتها الأميركية بصعوبة بالغة وبنتيجة قريبة 15-13، لكنها في المباراة الثانية في دور الستة عشر لم تكن قادرة على المنافسة بالقوة ذاتها، رغم مواجهة المصنفة العاشرة على العالم.

خسرت المبارزة المصرية بنتيجة 7-15 أمام لاعبة كوريا الجنوبية جيون هيونغ، لتودع المنافسات دون فرصة في المنافسة على ميدالية أولمبية، في مشاركتها الثالثة في تاريخ الأولمبياد.

وبعد انتهاء الرحلة الأولمبية، قالت حافظ على حسابها بموقع "إنستغرام" إنها كانت حاملا في الشهر السابع، وأضافت: "ما يبدو لكم أن لاعبتين تتنافسان، لكن في الحقيقة كنا ثلاثة، لقد كنت أنا وجنيني الصغير الذي لو يولد بعد أمام منافستي".

وأوضحت ندى: "لقد واجهت أنا وطفلي قدرا لا بأس به من التحدي، جسديا وعاطفيا.. رحلة الحمل صعبة في حد ذاتها، لكنني ناضلت للحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة، وكان هذا أمرا شاقا، لكنه يستحق المعاناة".

وقالت ندى إن الفخر يملؤها بعد الوصول إلى دور الستة عشر أثناء حملها، وأشارت إلى أن المشاركة الأولمبية الثالثة في مسيرتها كانت مختلفة، نظرا لأنها حملت "طفلا أولمبيا صغيرا".

وهكذا تحولت ندى إلى "قضية رأي عام" في مصر، وأمست البرامج التلفزيونية تتحدث عن قصتها، خاصة البرامج ذات الطابع النسائي مثل "الستات مايعرفوش يكذبوا"، الذي يُبث عبر فضائية "سي بي سي" المصرية، إذ أفرد مساحة للدفاع عن اللاعبة المصرية.

وتعمل ندى طبيبة في مستشفى "قصر العيني" بالقاهرة، وتأكدت من قدرتها الطبية على خوض المنافسات بعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم وجود خطورة على جنينها أو حياتها أثناء النزالات.

استحوذت قصة ندى حافظ على اهتمام وكالات الأنباء والإعلام العالمي الذي يتابع أحداث دورة باريس الصيفية، ونشرت "بي بي سي" تفاصيل مشاركة اللاعبة المصرية أثناء حملها في الشهر السابع، ومدى فخرها بذلك، لكن لاعبة مصر لم تكن الأولى التي تخوض هذا التجربة.

سجل تاريخ الأولمبياد مشاركة 25 لاعبة من قبل في فترات حملهن، ونجح بعضهن في تحقيق ميداليات أولمبية ورفع أعلام بلادهن والاحتفال مع أجنتهن بالإنجاز الأعظم في حياة الرياضيين.

وكانت اللاعبة الألمانية كورنيا بفول تتشابه في ظروفها مع نظيرتها المصرية ندى حافظ، عندما خاضت منافسات أولمبياد 2000 أثناء حملها في الشهر السابع، ونجحت في الحصول على ميدالية برونزية في لعبة القوس والسهم.

ولم تكن بفول مطالبة ببذل الجهد البدني الشاق للفوز بالميدالية، إذ لا تتطلب اللعبة سوى دقة في التصويب أثناء الوقوف، لكن ما فعلته الأميركية جونو ستوفر إروين في أولمبياد 1952 كان إعجازيا.

اللاعب الأميركية شاركت في رياضة الغطس التي تتطلب قفزا وارتطاما بالماء ومجهودا بدنيا شاقا، وكانت حاملا في شهرها الرابع، لكن هذا لم يمنعها من تحقيق ميدالية أولمبية لبلادها، وعادت مع جنينها بالبرونزية.

وفي شهرها الخامس بالحمل، نجحت الهولندية آنكي فان غرنسفين، في تحقق الميدالية الذهبية لبلادها في رياضة الفروسية، إذ حملها الحصان مع جنينها إلى المجد، لتمنح طفلها تجربة استثنائية بالصعود على منصات التتويج الأولمبية قبل أن يولد.

بعد التعرف على قصة ندى حافظ، انقسم الجمهور المصري على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومُعارض، فالبعض كال نحوها الهجوم، والبعض الآخر قدم لها الدعم.

الكثير من النساء اتخذن صف ندى، وانتشرت تدوينات على "فيسبوك"، و"إكس"، تتحدث عن مسيرة اللاعبة الرياضية والمهنية.

واعتبرت "مي ناصر"، ندى حافظ مُلهمة لكل السيدات، بسبب نجاحها الرياضي، وعملها كطبيبة، وتفوقها على المصنفة السابعة وبطلة أميركا في أول مباراة لها رغم حملها.

وعبرت الكاتبة المصرية أمل العشماوي عن فخرها بما فعلته ندى حافظ، مشيرة إلى أن هناك الكثير من حالات مشاركة نساء في الدورات الأولمبية أثناء فترة الحمل، مطالبة الجميع بتشجيع المبارزة المصرية وتقديم الدعم لها.

لكن كانت هناك الكثير من الآراء المُعارضة لفكرة مشاركة ندى أثناء حملها، مما يؤثر عليها سلبا في المنافسات، إذ رأى "رضا سليم" المحلل الفني في قنوات أبوظبي الرياضية أنه كان من الأفضل أن تمثل لاعبة أخرى مصر بدلا من ندى لظروف حملها.

وانتقدت الإعلامية المصرية مفيدة شيحة، في برنامجها "الستات" على قناة النهار، مشاركة ندى حافظ، مؤكدة أنها شخصيا ولدت ابنتها في شهرها السابع من الحمل، في الوقت الذي شاركت خلاله المبارزة المصرية في التوقيت ذاته من الحمل تقريبا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.

وقالت شيحة إن ندى حافظ كان يجب ألا تشارك في الأولمبياد لخطورة ذلك على جنينها، وفي الوقت نفسه لترك الفرصة للاعبة أخرى يمكنها أن تقدم 100% من مجهودها، وهو الأمر الذي لم تتمكن ندى من تقديمه في ظل حملها، وفقا لوجهة نظر الإعلامية.