حرائق إسرائيلية وخسائر بالمليارات.. من يعوّض جنوب لبنان؟

"الحريق لم يلتهم الأحراش فقط، إنما التهم تاريخ البلدة"، هذا ما قاله رئيس بلدية رميش، ميلاد العلم، لبلينكس، عن الحرائق التي طالت حوالي 22 بلدة جنوبية.

وصلت الحرائق إلى أقدم كنيسة في البلدة، واشتعلت فيها النيران وأحدثت فيها دمارا ملحوظا.

أما أهالي البلدة، فرفعوا الصوت على مواقع التواصل الاجتماعي، وناشدوا المعنيين لإخماد الحريق الذي اقترب من منازلهم، عدا عن الروائح التي قد تؤدي إلى حالات اختناق.

كما قضت هذه القنابل، التي أدت إلى حرائق شاسعة، على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أشجار الزيتون والسنديان المعمّر.

"نكافح باللحم الحي، من دون مساعدة الدولة ولا حزب الله ولا غيره"، يجتمع أهالي البلدة المنكوبة على هذه العبارة، مشيرين إلى أنهم ناشدوا الحكومة اللبنانية مرات عدة، لكن من دون جدوى.

تقدّر خسائر المحاصيل الزراعية بملايين الدولارات، ويحاول رئيس البلدية التواصل مع الجيش اللبناني واليونيفيل، في محاولة للجم الخسائر.

إخماد الحرائق يتم بواسطة الدفاع المدني اللبناني، لكنه لا يصل في معظم الحالات، فيلجأ شبان البلدة إلى محاولات بدائية لإخماد الحرائق، "لا أحد يعوض التاريخ ولا الأرض" يقول العلم لبلينكس، عن التعويضات المادية لأهالي البلدة.

أما عن دور الجيش اللبناني، يوضح العلم أنه فور اندلاع أي حريق، يضطر إلى أخذ الإذن من الجيش اللبناني واليونيفيل للاقتراب من المناطق الحدودية، ولكن غالبا ما تأخذ هذه المعاملات مدة 10 ساعات، ما يساهم في توسع رقعة الحرائق.

حاول فريق بلينكس التواصل مع وزير البيئة، ناصر ياسين، للاستفسار عن الخطة المعتمدة للحد من الخسائر، خاصة أنه يترأس لجنة الطوارئ، لكنه لم يجب على اتصالنا.

ولا يعول أهالي البلدة، وعددهم 7 آلاف، على الدولة اللبنانية لتعويض خسائرهم الزراعية أو المنزلية، وكذلك لا يرحبون بأي مساعدة من حزب الله بسبب خلافهم السياسي معه، خاصة في الحرب الحالية.

ويناشد عدد من النواب في البرلمان اللبناني، أبرزهم فراس حمدان وميشال الدويهي، الحكومة اللبنانية مطالبين بضرورة مساندة الدفاع المدني وأهالي البلدة في إخماد الحرائق.

تجاوزت خسائر جنوب لبنان، جراء الاشتباكات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل منذ الـ8 من أكتوبر، الـ1.5 مليار دولار أميركي.

ووثّق المجلس الوطني للبحوث العلمية، إحراق ألف و60 هكتاراً من الأراضي، بينها 52 هكتاراً من أشجار الزيتون ومئات الهكتارات من أشجار السنديان المعمرة والأشجار المثمرة، عبر استخدامها القنابل العادية والحارقة والفوسفورية الممنوعة دولياً.

فيما يتعلق بالمنازل المدمرة، نشر مركز الدولية للمعلومات في لبنان أن عدد المنازل المدمرة في الجنوب بشكل كامل وصل إلى ألف و700 مبنى، في حين دمّر ألف و500 منزل بشكل جزئي، عدا عن تضرر 4 آلاف منزل نتيجة القصف الإسرائيلي، وسُجل حتى الآن نزوح أكثر من 90 ألفا و500 مواطن جنوبي.