اضطرت حماس إلى تغيير أساليبها القتالية ضد إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، في وقت تعاني من نقص إمداد الأسلحة والذخيرة.
وقالت مصادر من حماس لصحيفة
الشرق الأوسط إن العمليات الأخيرة تم تنفيذها "وفقا لظروف ميدانية في ظل الهجمات الإسرائيلية الكبيرة".
وأشارت المصادر إلى أن الواقع الميداني يفرض على عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، العمل بتكتيك وأسلوب مختلف.
وقال العميد خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في حديث مع بلينكس إن التحليل الواقعي لعمليات حماس الأخيرة، يقول إن هذا الأسلوب الجديد "إجباري" نظرا لتحييد قدرات الحركة العسكرية.
وأضاف عكاشة: "فقدت حماس القدرة على الاشتباك مع القوات الإسرائيلية في غزة كما كان يحدث منذ أشهر في بعض البلدات، ولم يعد لها القدرة على إطلاق الصواريخ".
وتابع العميد المصري: "التكتيك الجديد في القتال لم يقتصر على حماس فقط، وإنما باتت تتبعه الفصائل الفلسطينية الأخرى، بل أن بعض المدنيين الذين ضاق بهم الحال بسبب الحصار والقصف المتواصل، يلجأ بعضهم إلى استخدام الأسلحة البدائية والبيضاء ضد القوات الإسرائيلية".
وأشار عكاشة إلى "المتغير الجديد" في قطاع غزة، يتمثل في استخدام المدنيين للأسلحة البيضاء ضد القوات الإسرائيلية، كما تفعل حماس التي ما زال لديها بعض الأسلحة البسيطة والعبوات الناسفة الصغيرة.
ويرى مدير مركز الفكر والدراسات الاستراتيجية أن "قدرات حماس العسكرية اقتربت من الصفر" ما يجعل العناصر يستخدمون وسائل جديدة ضد القوات الإسرائيلية.
وأوضح عكاشة: "تحولت حركة حماس إلى مجموعات منفصلة بعدما قضت إسرائيل على قدراتها العسكرية ومراكز القيادة في عملياتها العسكرية، فلم يعد هناك إدارة للعمليات في بيت لاهيا وبيت حنون وجباليا ومدينة غزة ذاتها وخان يونس كما كان من قبل".
وبسبب غياب القيادة العامة لإدارة معارك حماس ضد القوات الإسرائيلية، يقول عكاشة إن الظروف الجديدة تدفع المقاتلين لابتكار أساليب جديدة وفقا للمتاح لديهم، للتعامل مع جنود الجيش الإسرائيلي.
ومن جانبه قال ماهر فرغلي خبير الحركات العسكرية في حديث مع بلينكس "فقدت حماس ٩٩٪ من قدراتها العسكرية، وتم تدمير جناحها العسكري تماما، لكن حمل السلاح الأبيض ليس معناه فقط عدم وجود أسلحة وذخيرة لديها".
وأوضح فرغلي: "استخدام الأسلحة البيضاء في مثل هذه الحالة له العديد من المميزات بخلاف الأسلحة النارية والثقيلة، لأنه يسهل حمله، ولا يحتاج إلى تدريب، وتأثيره قوي وسريع ومباشر، ولا يمكن كشفه بسهولة".
وتحدث فرغلي عن استخدام أسلوب "الذئاب المنفردة"، موضحا: "بعض الحركات تلجأ إلى هذا الأسلوب، وتعتمد على أشياء غير الأسلحة التقليدية، مثل الأسلحة البيضاء والسم، والدهس بالسيارات".
وأنهى فرغلي: "من الصعب جدا على إسرائيل مقاومة هذا النوع من الهجمات، سيقولون إن حماس تطعنهم، لكن من الممكن جدا أن يتحول مدنيون من الشعب الفلسطيني في غزة بدافع الثأر والانتقام إلى تبني هذا النوع من القتال ضد القوات الإسرائيلية".