تدمير وتهجير بكل الأسلحة.. ماذا تفعل إسرائيل في شمال غزة؟

كان مستشفى كمال عدوان الواقع في شمال غزة آخر ما تبقى من المنشآت الصحية التي تعمل بأقل إمكانات قبل أن يقتحمه الجيش الإسرائيلي في مشهد متكرر، بمزاعم متكررة هي وجود عناصر حماس.

هذه المرة أحرقت إسرائيل الأقسام الأكثر أهمية داخل المستشفى، وتخرج المرضى وتعتقل الأطباء، ليخرج عن الخدمة بحسب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفلسطينية.

بحسب وزارة الصحة بغزة، فإن الجيش الإسرائيلي أمر 350 شخصا كانوا داخل المستشفى بالتوجه إلى مدرسة قريبة تؤوي أسرا نازحة. وكان من بينهم 75 مريضا ومرافقوهم، و185 من أفراد الطاقم الطبي.

أما المرضى فقد نقل بعضهم قسرا إلى المستشفى الإندونيسي ليعيشوا في وضع صعب للغاية بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التي أشارت إلى "بدء العد التنازلي لفقدان حياة المرضى، في ظل احتجاز معظم الكادر الصحي"، وغياب المياه والكهرباء والأغطية والطعام.

إسرائيل لم تنه فقط القدرات الطبية في الشمال بل تخنق المساعدات الغذائية، فخلال شهرين ونصف، منذ كثّفت إسرائيل حملتها على شمال غزة، دخل المنطقة 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء، بحسب ما تقول منظمة أوكسفام غير الحكومية.

المنظمة قالت إن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ"تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا".

ومن بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سُمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية".

إسرائيل لا تكتفي بذلك، فقد قصفت إسرائيل مدرسة كان اللاجئون قد انتهوا منها للتو من الحصول على الطعام والماء من ٣ شاحنات.

من داخل إسرائيل، تهتز النوافذ من أثر التفجيرات التي تدمر بها إسرائيل شمال غزة بحسب ما تشير يديعوت أحرونوت التي أوضحت الوسائل التي تستخدمها إسرائيل في تدمير شمال القطاع باستخدام ناقلات جنود مدرعة قديمة من طراز إم 113 التي تملؤها بالمتفجرات.

وتشير الصحيفة، إلى أن الانفجار الناتج عن ناقلة جند واحدة من هذا النوع قد يكون له تأثير يشابه أربع أو خمس قنابل الموجهة "JDAM" كبيرة، وهي القنابل التي استخدمت في مجزرة المواصي في يوليو الماضي، وفي اغتيال القيادي في حزب الله وفيق صفا.

إسرائيل استخدمت أيضا الروبوتات في القتل والتفجير، فعلى مقربة من مستشفى كمال عدوان ومرضاه وأطبائه كانت تنتشر وأحدثت انفجارات مفزعة، وخلفت شروخا في أقسام المستشفى كافة، إضافة إلى أصوات الطائرات المسيرة والتي تُستخدم لتوجيه قنابل مدمرة قرب المباني المجاورة، بحسب ما حكى الطبيب عيد صباح، مدير التمريض في المستشفى في حديث سابق لبلينكس.

شهادة الطبيب حول استخدام إسرائيل لـ"روبوتات متفجرة"، وثقها بيان صادر من إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة في شهر أكتوبر الماضي، قال فيه إن الجيش الإسرائيلي يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي".

فضلا عن ذلك أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عبر بيان في الشهر نفسه، أن الجيش الإسرائيلي استخدم "روبوتات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات" خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة.

بعد هذه الحملات والتدمير الواسع، تبقى أقل من ٢٠٪ من سكان محافظة شمال غزة أي ما يتراوح بين 65 ألفاً و75 ألف شخص بحسب ما تشير الأمم المتحدة.

ومن أجل إنشاء محورها "مفلاسيم" شمال القطاع ليكون مثل محور نتساريم الذي يفصل الجنوب عن الشمال، هجّرت إسرائيل أكثر من 100 ألف فلسطيني في شمال غزة لتفرغ المناطق منها، فيما هدمت ثلث المباني في شمال غزة منذ بداية الحرب وحتى الأول من ديسمبر، بحسب الأمم المتحدة، وذلك على النحو التالي:

وتشير الأمم المتحدة، إلى أنه في الفترة بين أكتوبر ومنتصف ديسمبر، أي منذ بدء حملتها على شمال القطاع، وثقت ٦١ حادثة هجوم على مدارس تستخدم لإيواء النازحين.

أما بيت حانون، فسيرا على الأقدام، وصل الكثيرين من سكان المرضى والمصابين إلى مدينة غزة، وسط حديث يدور حول مجازر يرتكبها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، إذ لا يعرف مصير أكثر من 300 عائلة فيها بينهم العديد من الشهداء والجرحى بحسب ما يشير مدير مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في قطاع غزة الدكتور بشار مراد في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية نقلتها أسوشيتد برس.