يهود بنسيلفانيا يعيدون النظر في ولائهم للديمقراطيين

ترى رونا كوفمان، 49 عاما، أن هناك علامات موجودة في كل مكان تدل على أن المزيد من اليهود يشعرون بأن الحزب الديمقراطي قد تخلى عنهم، وقد يصوتون للجمهوري دونالد ترامب.

تقول الأميركية، ذات الأصول يهودية، لوكالة أسشييتد بريس إنها ترى هذه العلامات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، وفي جلسات الأسئلة والأجوبة التي ينظمها الحزب الديمقراطي، كما تراها في وسطها العائلي.

وتوضح كوفمان قائلة: " العائلة التي تنتمي إلى جيلي والأجيال الأكبر، لا أعتقد أن أي أحد منهم سيصوت لهاريس، ولم نصوت قط للجمهوريين من قبل". وتوضح أن التغيير الذي تراه أكثر إثارة هو وضع أختها " لافتة دعم لترامب خارج منزلها".

على الرغم من أن هناك حالات مثل كوفمان، تواصل الاستطلاعات الإشارة إلى أن معظم الناخبين اليهود لا يزالون يدعمون بطاقة الديمقراطيين.

أظهر استطلاع لمركز بيو للأبحاث صدر في سبتمبر أن حوالي ثلثي الناخبين اليهود يدعمون هاريس. وفي عام 2020، حوالي 7 من بين 10 ناخبين يهود دعموا الرئيس جو بايدن، وفقًا لاستطلاع.

ومع ذلك، فإن أي تغيير ضئيل قد يكون له تداعيات هائلة في بنسلفانيا، حيث حسمت أصوات يهود هذه الولاية آخر انتخابين رئاسيين بفارق عشرات الآلاف من الأصوات.

يقول العديد من الناخبين اليهود إن انتخابات 2024 الرئاسية لا تشبه أي انتخابات أخرى في الذاكرة، وسط تداعيات متزايدة من هجوم حماس على الإسرائيليين العام الماضي.

يمثل اليهود نسبة صغيرة من السكان المؤهلين للتصويت في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، وهي الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" التي يعتمد عليها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. في انتخابات متقاربة، يمكن أن تكون هذه النسبة الصغيرة كافية لتغيير النتائج، وهو ما تدركه حملات هاريس وترامب.

أجبر التأثير الذي قد تحدثه أصوات اليهود هاريس على إيجاد توازن بين القواعد الديمقراطية التقليدية التي تحمل مشاعر قوية تجاه الحرب في غزة، سواء اليهود أو الأميركيين العرب. فهي تحتاج إلى دعم إسرائيل، بينما تتعامل مع الغضب بشأن الوفيات بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين والدمار في المنطقة.

في المقابل، يحاول ترامب استغلال هذه الفرصة بين الناخبين اليهود تحديدًا، إذ قال إن هاريس "لا تحب" اليهود، وأن اليهود الذين لا يصوتون له "يحتاجون إلى فحص رؤوسهم"، وأنه سيكون "أفضل صديق حصل عليه اليهود الأميركيون في البيت الأبيض على الإطلاق".

من ترامب وحتى أدنى المرشحين الجمهوريين، يسعى الحزب الجمهوري لكسب الناخبين اليهود من خلال تسليط الضوء على الانقسام داخل الحزب الديمقراطي بين دعمه التقليدي وغير المشروط لإسرائيل وفصيل متزايد يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة ويطالب بوقف غير مشروط للهجمات على حماس وإنهاء الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.

على الرغم من جهود الجمهوريين في توريط الديمقراطيين، يرى جيريمي كازاز، المقيم في بيتسبرغ وأحد داعمي هاريس أن لهذه الأخيرة سجل طويل في محاربة معاداة السامية، ويعتقد أنه أمر غير معروف للكثيرين من الناخبين.

يشير كازاز إلى أن إدارة بايدن كلفت زوج هاريس، دوغ إيمهوف، وهو يهودي، بقيادة فريق عمل لتطوير استراتيجية لمكافحة معاداة السامية قبل فترة طويلة من هجوم حماس على إسرائيل.

إيمهوف كان ممثلًا رئيسيًا للحملة الانتخابية أمام الجمهور اليهودي في ضواحي فيلادلفيا، كما ألقى كلمة في حفل وضع حجر الأساس لمجمع جديد يحل محل كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ التي هاجمها مسلح متأثر بأيديولوجية تفوق العرق الأبيض وقتل بها 11 من المصلين عام 2018.

بينما يرى بعض داعمو هاريس أنها تقدم دعمًا قويًا لإسرائيل، على سبيل المثال، أرسلت إدارة بايدن بطارية دفاع صاروخي "ثاد" إلى إسرائيل مع القوات اللازمة لتشغيلها، يرى آخرون أن هذا الدعم مشروط.

ويشمل ذلك دعوة بايدن لإسرائيل بعدم ضرب البرنامج النووي الإيراني أو حقول النفط. وفي نفس الوقت، شدد بايدن على دعم إدارته لإسرائيل، وفي كلمتها في ذكرى هجوم حماس، قالت هاريس إنها "ستضمن دائمًا أن إسرائيل تمتلك ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وسأعمل دائمًا على ضمان سلامة وأمن الشعب اليهودي هنا وفي جميع أنحاء العالم".

ستيف روزنبرغ، من فيلادلفيا، الذي صوت لترامب في عام 2016 ثم لبايدن في عام 2020، سيصوت لترامب في 2024.

ويرى أن رفع بايدن للعقوبات التي فرضها ترامب على إيران كان بمثابة توفير الأموال للجمهورية الإسلامية لتمويل حرب ضد إسرائيل. فرض ترامب العقوبات بعد أن ألغى معاهدة توصلت إليها إدارة أوباما لإبطاء تقدم إيران نحو الأسلحة النووية، والتي وصفها بأنها صفقة سيئة.

قال روزنبرغ: "السؤال هو، من هو الأفضل حالًا اليوم مقارنة بما كان عليه قبل 4 سنوات؟" "والإجابة هي إيران والملالي ووكلائهم، وذلك بسبب استسلام بايدن وكامالا هاريس لإيران".

من جانبها، لم تكن كوفمان، التي تصف نفسها بأنها تقدمية وتعيش في حي سكويرل هيل اليهودي بكثافة في بيتسبرغ، تتوقع أن تصوت لترامب أبدًا.

لكنها الآن تتوقع أن يواصل ترامب اتخاذ موقف صارم ضد إيران، التي تصفها بأنها تهديد وشيك للديمقراطية وحقوق الإنسان والحضارة الغربية، وتخشى أن تسترضي هاريس إيران وتستجيب لجناح الحزب اليساري.

اليهود الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بإسرائيل، حيث وُلد والداها هناك وابنتها انتهت للتو من خدمة إلزامية لمدة سنتين و8 أشهر في الجيش الإسرائيلي، يشعرون بالتردد ذاته تجاه دعم هاريس، وفقًا لكوفمان. وتضيف: "أنا أقول هذا بصوت عالٍ في كل مكان، لكن معظم الناس لا يقولونه".