حرب غزة على شاشة غربية.. "العين الثانية" تراقبكم

خرج صحافيو شبكة سي إن إن عن صمتهم منددين بالسياسات التحريرية للمؤسسة في تغطيتها لحرب غزة، والميول الزائدة نحو ترديد الرواية الإسرائيلية للأحداث، وفقا لتقرير الغارديان.

وبحسب الصحيفة، تأتي التعليمات من قبل المدير التنفيذي للمؤسسة، مارك تومسون، الذي تولى منصبه بعد يومين من هجوم حماس في 7 أكتوبر.

تشير الغارديان إلى أنّ تومسون خضع لضغوط الحكومة الإسرائيلية في عدد من المناسبات، من بينها إبعاد مراسلة للقناة في القدس عام 2005.

أشار أحد الصحافيين بالشبكة إلى بث القناة بشكل متكرر خطابات وصفها بـ"التحريضية من المسؤولين الإسرائيليين والمؤيدين الأميركيين، في حين تؤخر الشبكة نشر التصريحات الصادرة عن الطرف الآخر، أو حتى تتجاهل وجهة نظرهم تماما".

نقلت صحيفة الغارديان عن صحافيين بشبكة سي إن إن تلقيهم تعليمات تحريرية، من بينها:

• الإسراع في نشر وبث جميع الأخبار والتصريحات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي.
• الحصول على الموافقة قبل نشر أي خبر أو تقرير أو رأي يتعلق بحماس.
• التذكير بالهجوم الذي شنته حركة حماس والأسرى عند الحديث عن عدد القتلى في قطاع غزة.
• التذكير بأن أرقام القتلى في الجانب الفلسطيني صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية وهي إدارة تحت سيطرة حماس.
• منع استعمال أي فيديو صادر عن حماس.
• عدم استعمال الفيديو الذي تصافح فيه الرهينة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز، 85 عاماً، أحد عناصر حماس إلا عند الكتابة عن "قرارها بمصافحة آسرها".

تشير خميس في تقريرها إلى مغالطات وسائل الإعلام الغربية في حرب غزة، والتي تخلق عند الجمهور فهما مغايرا للأحداث.

توضح أن القنوات الأميركية تركّز على قصص إنسانية من الجانب الإسرائيلي فقط، وهو ما يضفي طابعا إنسانيا على طرف واحد، ويجرد الآخر منه.

وترى الأستاذة في الإعلام والتواصل أن الإعلام الغربي لا يضع الخبر في سياق يحمل الكم المناسب من المعلومات، فبدلا من التذكير بالصراع الممتد واحتلال إسرائيل لأراض فلسطينية، الذي يعد السبب الرئيسي في الصراع، تركز التغطية على ما تصفه بـ"الهجوم غير المبرر لحماس".

توصلت دراسة نشرها المركز العربي واشنطن دي سي إلى أن قنوات آي بي سي، وإن بي سي، وفوكس نيوز الأميركية رفضت استضافة ضيوف فلسطينيين، واقتصرت التغطية على ضيوف تتماشى وجهات نظرهم مع الآراء المقبولة بين النخبة السياسية الأميركية.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع هدف وسائل الإعلام، الذي يتمثل في التدقيق بسياسات الحكومة، وإعلام الجمهور بما يحدث فعليا، حتى يستطيع تكوين آراء مستقلة.

وصف صحافي في شبكة سي إن إن، المعايير المزدوجة لمؤسسته بالـ"صارخة"، وأضاف أنه ليس من المهنية "أن نقول إننا لن نتحدث إلى شخص ما، لأننا لا نحب ما يفعله، فما هو المختلف هذه المرة؟".

من جهة أخرى، يرى البعض أن مشكلة التحيز تعود جذورها إلى سنوات من الضغوط التي مارستها الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتحالفة معها في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الخوف من فقدان الإعلانات.