بايدن يطارد السراب في "أسوأ أيامه"

لم يرق للرئيس الأميركي تعليقات المحقق هور، ما دفعه سريعا إلى الدعوة لمؤتمر صحافي للرد عليه، مستندا إلى كون سلفه دونالد ترمب قد عينه مدّعيًا عامًّا لمقاطعة ميريلاند عام 2017.

ورغم أن من انتدب هور للتحقيق في قضية الوثائق، هو وزير العدل في حكومة بايدن، ميريك غارلاند، فإن الرئيس الثمانيني قال أمام صحافيّين في البيت الأبيض "حسنًا، أنا رجل مسنّ وأعرف ما أفعله، لا أعاني مشكلات في الذاكرة"، مندّدًا بشدّة بما ورد في التقرير من أنّه نسي تاريخ وفاة ابنه بو.

لكن بايدن وهو يدلل على نجاعة عقله وذاكرته، ارتكب أحد أخطائه المعتادة، حين رد على سؤال حول الوضع في قطاع غزّة، بأنه تحدث إلى "الرئيس المكسيكيّ السيسي". وهو كان يريد الإشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ووقع بايدن في مأزق مماثل هذا الأسبوع حين قال إنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي الراحل، فرانسوا ميتران، بدلا من الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، في حديثه عن قمة مجموعة السبع التي عُقدت في يونيو 2021.

كما قال في مناسبة انتخابية أخرى إنه التقى المستشار الألماني هيلموت كول، الذي تُوفي عام 2017، بدلاً من المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.

شكّل هذا الموقف فرصة لترمب، الذي طالما وجّه إلى بايدن انتقادات تتعلّق بقدراته العقليّة والجسديّة.

وفي حديثه مساء الجمعة إلى تجمّع في ولاية بنسلفانيا، قال الرئيس الجمهوري السابق عن خليفته الديمقراطي "لا أعتقد أنّه يعلم أنّه على قيد الحياة".

كما نشر ترامب على شبكته الاجتماعيّة "تروث سوشيال" خريطة زائفة للشرق الأوسط، يحلّ فيها اسم المكسيك بدلا من اسم مصر. وفي أسفل الخريطة، كُتبت عبارة "المصدر: جو بايدن".

وانتقدت النائبة الجمهورية، جوني إرنست، لغط بايدن، قائلة: "عندما تكون حياة الأميركيين على المحك، نحتاج إلى الوضوح المطلق من رئيسنا. إنه غير صالح للمنصب".

وكعادته في الفترة الأخيرة يرمم فريق بايدن زلات لسان الرئيس الأميركي، فخرجت نائبة بايدن، كامالا هاريس، لتقول إن "الطريقة التي وُصِف بها سلوك الرئيس في ذلك التقرير، شائنة، ومن الواضح أنّ دوافعها سياسيّة".

وأضافت هاريس، التي كانت تشغل منصب مدّعية عامّة، أنّ التعليقات حول صحّة بايدن العقليّة الواردة في التقرير، هي "بلا مُسوّغ وغير دقيقة وغير مناسبة".

ولاحقًا، هاجمت الرئاسة الأميركيّة تقرير المحقّق الخاصّ، إذ قال المتحدّث باسم البيت الأبيض، إيان سامز، الجمعة في مؤتمر صحافي: "عندما يكون الاستنتاج الحتميّ أنّ الحقائق والأدلّة لا تدعم أيّ اتّهامات، لا يبقى أمامك سوى أن تتساءل لماذا يستهلك هذا التقرير وقتًا في توجيه انتقادات بلا مُسوّغ وغير مُناسبة للرئيس؟".

وندّد السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان، الذي ستكون ولايته حاسمة في انتخابات نوفمبر، بتقرير المحقق، زاعما أنه عمل نفّذه مدعٍ عام عيّنه ترمب من أجل تشويه سمعة بايدن.