تأهب إقليمي جديد.. هل وصلت المنطقة لـ"حافة الهاوية"؟

تحدثت عدة وسائل إعلامية غربية عن خطورة الموقف، مشيرة إلى وصول المنطقة لحافة الهاوية، مع خروج حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى العلن.

اعتبرت شبكة سي إن إن الأميركية الضربة الإسرائيلية هي أخطر تصعيد منذ اندلاع الحرب في غزة قبل حوالي ٦ أشهر، مشيرة إلى أن الضربة تضع منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية مرة أخرى.

ونقلت الشبكة منشورا للمحلل الإيراني محمد علي شعباني قال فيه إن "المرشد الأعلى الإيراني يشعر بالحرج، وسيواجه فيلق القدس صعوبة متزايدة في تبرير تردد خامنئي أمام حلفاء إيران الإقليميين".

من جانبه، قال موقع بلومبيرغ إن هذا التصعيد مستمر ومنذ فترة طويلة "في الظل وبهدوء"، وتابع: "لقد هاجم الطرفان بعضهما البعض، بهدوء، وفي حالة إيران غالبا بالوكالة، مع تجنب التصعيد إلى حرب مباشرة".

ويعتبر تقرير الموقع أن "استمرار القتال بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وانضمام الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران إلى المعركة، إضافة إلى ضربة بحجم القصف على المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، أدخلت حرب الظل مرحلة جديدة خطيرة".

أما نيويورك تايمز، فقالت إن الضربة الإسرائيلية هي واحدة من أكبر الهجمات حتى الآن في حرب الظل التي تتحرك بشكل متزايد إلى العلن، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم وراء الهجوم، نافين أن يكون المبنى المستهدف دبلوماسيا.

المحللون من جانبهم انقسموا حول الأمر، فيقول جون أولترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لوكالة رويترز، إن الهجوم يعكس على الأرجح اعتقاد إسرائيل أن مثل هذه الضربات تمثل وسائل ردع وتجعل نشوب صراع أوسع نطاقا، سيناريو أقل احتمالا.

وأضاف "الإسرائيليون مقتنعون بأنهم إذا سعوا إلى التراجع فإن التهديد سيزداد ولن يتراجع. إنهم مقتنعون بأنهم ما داموا يفعلون شيئا كهذا بشكل دوري، فسيرتدع خصومهم".

على النقيض، يرى ستيفن كوك المحلل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن أن هناك إمكانية للتصعيد، ويشير إلى أن "الحرس الثوري الإيراني قادر على تخفيف القيود المفروضة على وكلائه في العراق وسوريا، مما يعرض القوات الأميركية للخطر مرة أخرى".

وأضاف "يمكن للإيرانيين أيضا أن يوجهوا حزب الله إلى تصعيد هجماته على إسرائيل، والتي أصبحت أكثر جرأة وعددا".

في أول يناير 2020، بدأ العراقيون يومهم على وقع انفجار ضخم، تبيّن لاحقا أنه غارة أميركية في محيط مطار بغداد الدولي قتلت قائد فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج، قاسم سليماني.

قُتل سليماني إلى جانب نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وكان العالم يحبس أنفاسه انتظارا للرد الإيراني لكنه لم يتعد إطلاق 18 صاروخا باليستيا نحو قاعدة عين الأسد في العراق.

ليس هذا فقط بل تحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أن إيران أبلغت واشنطن بشكل مسبق بالضربات مشيرا إلى أنه "لم يتوتر في هذه الليلة"، لأنه يعرف ما سيحدث.

ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر، زادت التوقعات بتوسع الحرب لتكون إقليمية، وتحدثت صحيفة واشنطن بوست في أكتوبر الماضي عن هذه المخاوف لا سيما مع المجزرة التي استهدفت مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.

منذ اندلاع حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس، نفذت تل أبيب عددا من الهجمات ضد مسؤولين إيرانيين في سوريا، أسفرت عن مقتل بعضهم، وذلك على النحو الآتي:

• يوم الإثنين 25 ديسمبر 2023، مقتل القائد العسكري البارز بالحرس الثوري الإيراني، سيد رضي موسوي، في غارة جوية إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق.
• يوم السبت 20 يناير 2024، قتل 5 مستشارين عسكريين إيرانيين تابعين للحرس الثوري الإيراني، وذلك بغارة جوية استهدفت مبنى في دمشق، وهم: صادق أوميد زاده، وحجة الله أوميدفار، وعلي أغازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، كما قتل في تلك الغارة نائب زاده ويُدعى "الحاج غلام".

• يوم 29 يناير 2024، قتل 6 أشخاص، بينهم مستشارون عسكريون إيرانيون، وأصيب آخرون، جراء صواريخ إسرائيلية استهدفت مزرعة تابعة للحرس الثوري الإيراني في محيط منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق. وحينها، لم يجر تحديد أسماء المسؤولين الذين تم استهدافهم بتلك الضربة.
• يوم الجمعة 2 فبراير 2024، قتل المستشار بالحرس الثوري الإيراني سعيد علي دادي، جراء قصف نسب لإسرائيل واستهدف مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق.

• يوم الجمعة 1 مارس 2024، قتل المستشار العسكري بالحرس الثوري في سوريا رضا زارعي في هجوم جوي إسرائيلي على مدينة بانياس الساحلية.
• ليل 25 - 26 مارس 2024، قتل 13 شخصا على الأقلّ معظمهم مقاتلون موالون لإيران في ضربات جوية استهدفت مواقع في منطقة دير الزور بشرق سوريا، ومن بين المستهدفين المستشار في الحرس الثوري الإيراني بهروز واحدي.