لماذا يعود سوريون من لبنان بعد سنوات اللجوء؟

حتى هذا العام، لم تكن أعداد اللاجئين العائدين من لبنان إلى سوريا ملحوظة، حتى أن السلطة المحلية في إدلب، لم تعبأ بتسجيلها.

لكن في مايو، بدأت الصورة تختلف بصول عدد العائدين من لبنان في مايو إلى 1041 شخصا، مقابل 446 في أبريل. ويستضيف لبنان أكبر نسبة لاجئين بالنسبة لعدد السكان في العالم، ما يشكل ضغوطا كبيرة على البلاد.

وهناك 780 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان، بالإضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين غير المسجلين.

وبعد أن مر لبنان بالأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في العام 2019، بدأ مسؤولون لبنانيون يلوحون بإعادة اللاجئين إلى سوريا أو إعادة توطينهم في أماكن أخرى.

لكن التحديات ازدادت في أبريل الماضي، عندما قُتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية، باسكال سليمان، وألقى مسؤولون عسكريون باللوم في وفاته على "محاولة سطو فاشلة" على يد عصابة سورية.

منذ ذلك الحين، اتخذت الأجهزة الأمنية اللبنانية إجراءات صارمة ضد اللاجئين غير القانونيين، حيث داهمت السلطات على سبيل المثال الشركات التي توظف عمالا سوريين غير شرعيين، وقامت بالعديد من عمليات الترحيل.

مهدت السلطات اللبنانية كذلك الطريق إلى "عودة طوعية" إلى سوريا لمن يرغب في العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، لكن الدعوة لم تلقَ استجابة كبيرة.

وبينما يحذر المسؤولون اللبنانيون من الهجمات الأهلية على اللاجئين، إلا أنهم يوجهون اللوم على السوريين في الوقت ذاته بسبب ارتفاع معدلات الجريمة، ويدعون إلى فرض المزيد من القيود عليهم.

ويقول مدير مركز وصول لحقوق الإنسان، محمد حسن، إن الخطاب ضد السوريين، يدفع بعضهم إلى الرحيل خوفا من ترحيلهم بشكل قسري.

وبالرغم من الوضع في لبنان، إلا أن معظم اللاجئين السوريين لا يزالون يفضلون مخاطر العيش في لبنان على الانتقال إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه جماعات مسلحة تتعرض للقصف من قبل الحكومة السورية، وتعاني من قلة المساعدات الممنوحة من قبل المنظمات الدولية.